برنامج استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة في الصين يضخ حيوية في سوق المستهلكين

حققت جولة جديدة من استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة في الصين نتائج أولية إيجابية خلال الأشهر القليلة الماضية، ما رفع ثقة السوق في أن يوفر الانتعاش الناجح للاستهلاك زخما أقوى للاقتصاد.

خلال عطلة عيد العمال التي انتهت مؤخرا، ازداد حجم مبيعات السيارات والأجهزة المنزلية والأثاث الذي ترصده وزارة التجارة بنسب 4.8 و7.9 و4.6 بالمائة على أساس سنوي على التوالي.

ومن منصات التجارة الإلكترونية إلى المتاجر التقليدية، أجرى المزيد من المشترين صفقات بفضل الدعم والخصومات في إطار البرنامج.

وفي هذا الصدد، قال تشاو هونغ فو، مدير أحد متاجر “سونينغ” لبيع الأجهزة المنزلية بالتجزئة، إن حجم استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة احتل 40 إلى 50 بالمائة من طلباتنا اليومية.

وبدوره، قال وانغ كوي، موظف بمنصة “تيمول” للتسوق على الإنترنت، إن قيمة صفقات استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة والتي تشمل الأجهزة المنزلية والهواتف الذكية ازدادت بنسبة 90 بالمائة منذ أواخر مارس الماضي مقارنة بالعام الأسبق.

وأصدر مجلس الدولة الصيني خطة عمل خلال مارس الماضي لإطلاق عمليات تحديث المعدات على نطاق واسع واستبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة بعد مرور نحو 15 عاما على آخر جولة من التجديدات.

وحتى نهاية عام 2023، امتلك الناس في الصين نحو 336 مليون سيارة مدنية وأكثر من 3 مليارات وحدة من الأجهزة المنزلية الرئيسية، بما فيها الثلاجات والغسالات ومكيفات الهواء. ومن المتوقع أن تنتج القوة الدافعة الناجمة عن التحديث طلبا في السوق تزيد قيمته عن تريليون يوان (أكثر من 140 مليار دولار أمريكي).

وسلط محللون الضوء على أهمية البرنامج الجديد في إطلاق العنان لإمكانات الطلب المحلي والحفاظ على الانتعاش الاقتصادي.

وقال تشو كه لي، الباحث في المعهد الصيني للاقتصاد الجديد، إنه بالنظر إلى الأوضاع المعقدة في الداخل والخارج على حد سواء، فإن استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة سيحفز معنويات المستهلكين ويعزز زخم النمو.

واعتقد فو يي فو، الباحث في معهد ستار أطلس للتمويل، أن عمليات الارتقاء الصناعي ستتعزز وستؤدي أيضا إلى تسريع التحول الأخضر للصين.

وتماشيا مع خطة العمل عالية المستوى، بدأت الوزارات وضع تدابير تفصيلية لتعزيز استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة، فيما كشفت السلطات المحلية عن السياسات المواتية المتنوعة.

وأصدرت وزارة التجارة وعدة هيئات حكومية أخرى خططا مفصلة لتشجيع الناس على المشاركة في البرنامج، بينما دعا منظمون ماليون المؤسسات إلى تلبية طلبات التمويل ذات الصلة بنشاط.

وتوقعت مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين أن يصل الطلب في السوق على استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة إلى 70 مليار يوان هذا العام، في حين تتوقع مقاطعة هوبي بوسط الصين أن يصل إلى 40 ألف صفقة لاستبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة خلال العام الجاري. وتهدف مقاطعة خنان بوسط الصين إلى زيادة إعادة تدوير السيارات المخردة والأجهزة المنزلية القديمة بنسبتي 50 بالمائة و15 بالمائة على التوالي في عام 2025 مقارنة بعام 2023.

وقال تشاو تشن شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح: “وسط دفع البرنامج إلى الأمام بطريقة فعالة ومنظمة ومع العمل المشترك للحكومات المحلية والعديد من الشركات، نعتقد أن نتائج أكبر ستتحقق في المستقبل”.