الحمائية “ستجعل أمريكا تخسر مرة أخرى”
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
أعلن البيت الأبيض عن تدابير حمائية جديدة ضد التكنولوجيا النظيفة الصينية، يركز الجزء الرئيس فيها على زيادة الرسوم على السيارات الكهربائية أربع مرات إلى 100 بالمائة.
تبدو هذه الخطوة الأخيرة أقرب إلى الاستعراض السياسي، وخاصة خلال فترة الانتخابات، وأكثر من كونها إستراتيجية اقتصادية مدروسة جيدا.
وفي الواقع، قد استبعدت الرسوم الحالية البالغة 25 بالمائة السيارات الكهربائية الصينية من السوق الأمريكية، وهو ما يثبت إلى حد كبير رمزية الرسوم الإضافية ودوافعها السياسية.
مع ذلك، فإن هذه المحاولة الفاشلة لقمع قطاع الطاقة النظيفة في الصين لن تساعد الولايات المتحدة على تنمية صناعتها المحلية، بل من المرجح أن تأتي بنتائج عكسية، وتعيق الجهود الأمريكية لخفض الانبعاثات الكربونية، وتلحق الضرر بصناعة الطاقة الخضراء لديها.
كما سيكون لهذه السياسات الحمائية تأثير مباشر على المستهلكين الأمريكيين الذين يبحثون عن سيارات ميسورة التكلفة ونظيفة ومبتكرة، ما يحد من الخيارات أمامهم ويعزز من احتمالات زيادة الإنفاق.
وبما أن رجال السياسة في الولايات المتحدة اعتادوا على استخدام السياسات الحمائية لاستمالة شرائح معينة من الناخبين، يجدر بهم أن يدركوا أن هذا النهج أثبت ضرره وعدم جدواه.
فعلى مدى العقد الماضي، فشلت التدابير الحمائية الأمريكية التي فُرضت على استيراد منتجات الصلب في عكس الاتجاه الهبوطي في فرص العمل، بل أدت أيضا إلى زيادة تكاليف الصناعات التحويلية، وتقليل القدرة التنافسية للصناعة الأمريكية، وإلحاق الضرر في نهاية المطاف بالاقتصاد الأوسع.
وقد انتقد مقال رأي نشر مؤخرا في وكالة ((بلومبرغ)) التعريفات الجمركية وخجل الشركات لتسببهما بـ”فقدان مذهل للجرأة” بين منتجي السيارات الأمريكيين.
وقال المقال إن هذه الشركات معزولة عن المنافسة العالمية بطريقة تشبه “الطيور في الجزر المعزولة” تنمو كبيرة وراضية وتفقد في النهاية القدرة على الابتكار والمنافسة.
وبدلا من زيادة الضرائب وفرض الحواجز التجارية، يتعين على السياسيين الأمريكيين التخلي عن عقلية المحصلة الصفرية والترحيب بالمنافسة. فتشجيع الابتكار والمنافسة، لا خنقهما، هو ما يمكن أن يؤدي إلى سوق أكثر قوة وديناميكية.
وفي تناقض صارخ مع سعي واشنطن الدؤوب للحمائية، ازدهرت صناعة السيارات الكهربائية الصينية بسبب الابتكار التكنولوجي المستمر، وسلسلة الإمداد المتطورة، والمنافسة الصحية في السوق. وقد حفزت هذه البيئة إنجازات كبيرة جعلت الصين دولة رائدة عالميا في قطاع السيارات الكهربائية.
حتى شركات صناعة السيارات الأجنبية، بما في ذلك شركة تسلا الأمريكية، استفادت من المشاركة في سوق تنافسية لكن صحية في الصين، وحققت نموا سريعا، وأسست وجودا قويا في الصين.
كما عاد التقدم في قطاع السيارات الكهربائية في الصين بفوائد اقتصادية وبيئية جمة، ما يدعم الجهود العالمية باتجاه التنمية الخضراء والمستدامة ومنخفضة الكربون.
إن اللجوء إلى التدابير الحمائية قد يخدم المصالح السياسية على المدى القصير، ولكنه يضر بالأهداف الاقتصادية والبيئية على المدى الطويل. ومن باب أولى أن تتعلم واشنطن من التجارب السابقة في الصناعات الأخرى وتدرك فوائد وجود سوق أكثر انفتاحا وتنافسية.