ازدهار السياحة يضخ زخما مستداما في الاقتصاد الصيني
تشهد السياحة، التي تبرز بشكل متزايد كصناعة أساسية استراتيجية في الصين، ازدهارا يجعلها ركيزة محورية للتنمية عالية الجودة في البلاد.
ومنذ بدء الإصلاح والانفتاح في عام 1978، وخاصة منذ عام 2012، يمضي قطاع السياحة في البلاد على مسار سريع من التنمية. وأصبحت الصين أكبر سوق للسياحة المحلية في العالم، وأكبر مصدر للسياح الدوليين، ووجهة رئيسية للمسافرين الدوليين.
وعلى مدى العقود الماضية، حقق الشعب الصيني تحسينات غير مسبوقة في مستويات المعيشة، مع القضاء على الفقر المدقع وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل. وأصبحت السياحة طلبا متزايدا بين الشعب الصيني الذي يسعى إلى تحسين نوعية الحياة.
وخلال الفترة ما بين عامي 2012 و2021، بلغ متوسط معدل النمو السنوي لإيرادات السياحة الداخلية 10.6 بالمائة، بينما تضاعف عدد الرحلات السياحية الداخلية خلال الفترة ما بين عامي 2012 و2019. وفي عام 2023، سجلت الصين 4.89 مليار رحلة سفر محلية، وهو ما يمثل زيادة مذهلة بنسبة 93.3 في المائة عن العام الأسبق. وعلاوة على ذلك، أنفق المسافرون المحليون أكثر من 4.91 تريليون يوان (حوالي 691 مليار دولار أمريكي) على مدار العام، ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 140.3 في المائة عن عام 2022.
وتوضح الشعبية المستمرة لملابس “هانفو” التقليدية، وعناصر التراث الثقافي غير المادي، والمتاحف، والمدن والشوارع القديمة المحفوظة جيدا، توضح قوة الاستهلاك الثقافي والسياحي على الصعيد الوطني. وتسلط الأماكن الثقافية والسياحية المتنامية التي حظيت بشعبية كبيرة الضوء على الإمكانات والديناميكية الهائلة للتنمية الاقتصادية في الصين.
وبرزت سوق السياحة المزدهرة نتيجة للبنية التحتية المحسنة والزيادات في دخل السكان وإدخال منتجات سياحية مبتكرة، من بين عوامل أخرى. ويشكل ظهور السياحة الذكية وجها جديدا للاستهلاك، مع دمج تقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي بسلاسة في سيناريوهات الاستهلاك، وبالتالي تعزيز تجارب غامرة وتفاعلية جديدة.
وامتدت مناطق الجذب السياحي إلى خارج نطاق المناظر الطبيعية التقليدية والمعالم الثقافية، لتشمل المناطق الريفية ومقاصد الجليد والثلج والمواقع الثورية والمتنزهات الترفيهية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى تحسين أنظمة السياحة الحديثة وتعزيز التنمية السياحية عالية الجودة، من المتوقع أن يلعب الاستهلاك السياحي دورا محوريا متزايدا في تعزيز الطلب المحلي. وتشير التقديرات إلى أن كل يوان واحد من دخل صناعة السياحة يحفز 4.3 يوان من الإيرادات في الصناعات ذات الصلة.
ومن ناحية أخرى، فإنه بفضل التزام الصين بالانفتاح، يمثل قطاع السياحة المزدهر في البلاد أيضا فرصة كبيرة لتعزيز التعلم المتبادل والتبادلات بين الحضارات. وفي عام 2023، استقبلت الصين 82.03 مليون سائح قادم من الخارج، بينما قام السكان المحليون بـ100.96 مليون رحلة خارجية.