ورشة لوبان نموذج للتعاون الصيني-المصري في توطين التكنولوجيا وبناء القدرات
في كلية الهندسة بجامعة عين شمس المصرية، أقيمت ورشة “لوبان” المجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات، لتكون نموذجا للتعاون الصيني-المصري في توطين التكنولوجيا وبناء القدرات وصقل المهارات.
وانتشر الطلبة والمتدربون بمرافقة الفنيين والمدربين في أنحاء الورشة في مجموعات حول الأجهزة والمعدات التعليمية والتدريبية، يتدربون عمليا وبأيديهم على أحدث المعدات في مجالات السيارات والطاقة الجديدة والمتجددة والتحكم.
وورشة لوبان بجامعة عين شمس المقامة على مساحة 1200 متر مربع، بدأ تأسيسها في عام 2019 وتم افتتاحها في عام 2020 بالتعاون مع كلية تيانجين الفنية للصناعات الخفيفة وكلية تيانجين الفنية للنقل الصينيتين.
والورشة تتكون من ثلاثة أقسام رئيسية، قسم خاص بالماكينات الرقمية (CNC) والقسم الثاني خاص بالطاقة الجديدة والمتجددة، أما القسم الثالث فهو خاص بصيانة السيارات.
ولا تعد ورشة لوبان بجامعة عين شمس الوحيدة في مصر، فقد تم أيضا افتتاح ورشة لوبان أخرى بالمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة في القاهرة.
يقول الدكتور عادل الصباغ، الأستاذ بقسم التصميم وهندسة الإنتاج بكلية الهندسة جامعة عين شمس، المشرف على ورشة لوبان، إن الورشة تعد نموذجا للتعاون الصيني-المصري في توطين التكنولوجيا وبناء القدرات وصقل المهارات والدمج بين الدراسة النظرية والعملية لزيادة خبرات الطلبة وتأهيلهم لسوق العمل.
وأضاف الصباغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الورشة تستهدف تزويد الطلبة والخريجين بكلية الهندسة جامعة عين شمس والجامعات المصرية الأخرى بالجرعة العملية، موضحا أن ورشة لوبان تميز بأنها متخصصة في تقديم دورات تدريبية متعمقة، فبالإضافة لاستخدامها في تدريبات المقررات الدراسية للطلبة يتم أيضا تنظيم دورات تدريبية صيفية للتدريب المكثف والمعمق في المجالات التي تتيحها الورشة.
وأكد الدكتور عادل الصباغ إلى أن ورشة لوبان ساهمت بشكل كبير في رفع مستوى مهارات الطلبة والمتدربين في البرامج الموجودة بالورشة خاصة ما يتعلق بقسم تصميم وهندسة الإنتاج لأنه يتعامل مع الماكينات بشكل كبير، وكذلك برامج الطاقة، وميكانيكا القوى، والقوى الكهربائية، وهندسة السيارات، كل هذه البرامج وغيرها وفرت للطلبة تدريبات عملية أكثر.
وتابع قائلا “إنه أول تعاون لنا في كلية الهندسة بجامعة عين شمس مع الجانب الصيني، والتعامل مع الجانب الصيني به مميزات هائلة جدا، فالجانب الصيني حريص دائما على أن يكون التعاون في أفضل صوره، حيث تم توفير معدات حديثة للغاية، كما وفر برامج تدريب على أعلى مستوى للمعيدين والفنيين، حيث حصلوا على تدريب مكثف لمدة 5 أسابيع بالصين للاستفادة من الورشة وبرامجها حتى يتمكنوا من تدريب الطلبة عليها والاستفادة القصوى من إمكانيات ورشة لوبان”.
من جانبه، قال كريم محمد هندسة ميكاترونيكس بهندسة عين شمس، بينما كان يفحص محرك إحدى السيارات، إن “الورشة تساعدنا كثيرا على التطبيق والدراسة العملية لما يتم دراسته نظريا بالمحاضرات، وهو ما يساعدنا على ربط الدراسة النظرية بالواقع العملي في الورشة من خلال دراسة المحرك والكهرباء والفرامل والسلندر وغيرها وفكها وإصلاحها وتجميعها مرة أخرى”.
وأضاف محمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن “ورشة لوبان توفر مستوى عاليا من التدريب، وعندما تتاح لي فرصة لتدريب خارج الكلية، أجد أنني على مستوى متقدم نظرا للتدريب الذي حصلت عليه بالورشة، فهي على كفاءة عالية للغاية”.
أما رامي سامر بهندسة عين شمس، فيقول إن “ورشة لوبان فرقت معنا بشكل كبير للغاية، لأنها وفرت لنا فرصة جيدة جدا للتدريب العملي من خلال فك وتركيب وإصلاح المعدات والأجهزة المختلفة، والممارسة العملية والفنية بشكل كبير”.
وأوضح أن الذين يقومون بالتدريب في الورشة مهندسون وفنيون مصريون تلقوا تدريبات متقدمة على يد خبراء صينيين سواء بالصين أو بمصر، وأنهم بدورهم ينقلون إليهم خبراتهم لرفع قدراتهم وتأهيلهم لسوق العمل.
بدورها، قالت أمل عمرو بقسم هندسة ميكاترونيكس إن المعدات والأجهزة الحديثة التي توفرها الورشة تسهم بشكل كبير في توطين التكنولوجيا الحديثة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والسيارات والمعدات الرقمية المستخدمة في الصناعات المتقدمة، كما تساهم بشكل كبير في بناء قدرات المتدربين، موضحة أن التدريب بورشة لوبان شكل أساسا قويا بني عليه تدريبها الخارجي بشركات السيارات.
وقال الدكتور عادل الصباغ “إننا على تواصل دائم مع الجانب الصيني ونسعى دائما لتطوير العمل في الورشة”.
وأضاف الصباغ أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق ثلاثي بين كلية الهندسة بجامعة عين شمس والجامعات الصينية والمصانع والشركات الصينية بمصر، بحيث يتم تدريب مهندسيها وفنييها بورشة لوبان أيضا لرفع قدراتهم وصقل مهاراتهم.
ومن جانبها، قالت لي يون ماي، عميدة الكلية المهنية والتقنية للصناعات الخفيفة، لـ((شينخوا)) إنه تم إنشاء ورشتي لوبان في مصر، ما فتح الباب لوجود ورشتي لوبان في بلد واحد، مؤكدة “أننا لا نعطيهم سمكة بل نعلمهم الصيد. نأمل في تدريبهم على أيدي معلمين ذوي كفاءة ومهارات عالية، ما يجعلهم قادرين على التعامل بأنفسهم… ونود أيضا تدريب عدد كبير من المواهب التي ستساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية”.
وأضافت أن ورشة عمل لوبان تعتبر محطات تكنولوجية على طول الحزام والطريق، وتأمل العديد من الشركات، ولاسيما الشركات الصينية، أن تصل إلى العالم من خلال ورشة لوبان، موضحة “بالطبع، نعمل بنشاط على تعزيز التواصل بين المؤسسات المستضيفة لورشة عمل لوبان والشركات الصينية في مصر”.
وذكرت أنه في منطقة شمال غرب السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر (تيدا)، هناك عدد كبير من الشركات الممولة من الصين، “ونحن نود بناء ترابط مثل هذا بين هذه الشركات والجامعات، حتى يتواصلوا ويتطوروا معا، ما يسهم في التنمية المستدامة لورشة عمل لوبان”.
وأفاد هان تشي قوه، أستاذ بالكلية المهنية والتقنية للصناعات الخفيفة، بأنه من خلال التدريب في ورشة لوبان، سيتمكن الطلاب المصريون من التعرف بشكل مناسب على بعض العمليات الفعلية والتكنولوجية في المصنع، ما يُكسبهم المزيد من الخبرة، قائلا “آمل في أن يُطبق الطلاب المعرفة المهنية التي تلقوها خلال تدريبهم في ورشة لوبان في عملهم بالمصانع المصرية. حقا، آمل في أن أرى هذه النتيجة في مصر”.