إسرائيل تحرّض الروس والصينيّين على الأسد
صحيفة الأخبار اللبنانية:
علي حيدر:
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية، أمس، عن مساعٍ حثيثة أجرتها اسرائيل، الدولة العبرية، مع كل من روسيا والصين في محاولة منها لتغيير موقفهما الداعم لنظام الأسد، على أمل أن يزيل ذلك العقبة التي حالت حتى الآن دون تحرك مجلس الأمن ضد النظام في سوريا.
وفي هذا الإطار، لفتت «يديعوت أحرونوت» الى أن رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، توجه قبل أسابيع معدودة الى العاصمة الروسية، موسكو، في محاولة منه لإقناع المسؤولين الروس بالكف عن دعم نظام الأسد. وأوضحت الصحيفة الاسرائيلية أن المسؤولين الروس شدّدوا للمسؤول الاسرائيلي على أنه ليس بنيتهم القيام بذلك، لكنهم أضافوا إنهم غير متمسكين بشخص الأسد، وبالتالي ليس لديهم مشكلة بدعم زعيم آخر يحل محل الأسد، لكن بشرط أن يحافظ على المصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط كما يحافظ الأسد عليها.
وأضافت الصحيفة إنّ المسؤولين الروس أكّدوا على أنّه ليس لديهم أي مشكلة، في ظل دخول شحنات الأسلحة الى سوريا، في الاستعداد منذ الآن لإخلاء رجالهم على نحو فوري مع سقوط الأسد.
وفي الوقت الذي أكّد فيه المسؤولون الروس على أنهم لن يسمحوا بإصدار قرار في مجلس الأمن يجيز التدخل العسكري في سوريا، وبعد اللقاء الذي جمع الزعيمين الروسي والصيني الأخير، والذي أكدا فيه على رفض أي تدخل من هذا النوع، ذكرت «يديعوت أحرونوت» أن الروس أقرّوا بأنه ليس لديهم تصور حول مسار تطور الأزمة السورية، وأنهم يحددون سياساتهم من أسبوع الى أسبوع. وقالوا إن «هذا الأمر لا ينطبق عليهم وحدهم فقط».
من جهة ثانية، أكدت الصحيفة نفسها على أن رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال بني غانتس، سمع كلاماً مشابهاً لكلام الروس من المسؤولين الصينيين، خلال زيارته الاخيرة الى بكين.
وفي السياق، شدّد مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية، الذي يعمل كجهاز استخباري في القضايا السياسية، على أن مكانة سلطة الأسد لا تختلف في جوهرها عما كانت عليه قبل حوالى ستة أشهر، في إشارة الى بقائه فترة طويلة بالرغم من التصريحات والمواقف التي يطلقها القادة الغربيون. وأشار مركز الابحاث الى أنه رغم التقويض التدريجي لمكانة النظام، فانهم حتى الآن لا يرون أي تصدع كبير يمكن أن يؤدي الى انهياره قريباً. ولفت الى أنه رغم الحديث المتواصل في اسرائيل والدول الغربية عن عدم شرعية نظام الأسد، الا أنه يبقى غير مُعتَبر، ما دام الصينيون والروس والايرانيون واللبنانيون يعتقدون بأنّه نظام شرعي، وطالما أنه لا يزال لديه شرعية أيضاً لدى شرائح واسعة في المجتمع السوري.
وتجدر الاشارة الى أن وزير الخارجية الاسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، كان قد أكد خلال مثوله أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاسرائيلي، على الخطأ الذي وقعت فيه أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية خلال المرحلة السابقة، عندما توقعت سقوطاً وشيكاً لنظام الاسد. وشدد على التقدير الذي يتبناه مركز الابحاث في الوزارة، ميماد، بأن الأسد سيبقى لسنوات ولن تتمكن القوى المعارضة له من إسقاطه.