الصين وأفغانستان تعززان العلاقات الثنائية بقوة دفع جديدة
شبكة الصين:
خلال اجتماعهما في مدينة بكين في نهاية الأسبوع الماضي، أعرب كلا من الرئيس الصيني هو جين تاو ونظيره الأفغاني حامد كرزاى عن الحاجة إلى مواصلة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في مجالي التجارة والاستثمار .
وخلال لقائهما، وصف الرئيس هو جين تاو أفغانستان بأنها “صديقة قديمة” للصين فيما أكد لكرزاي على رغبة حكومة الصين في توسيع “التعاون طويل الأمد ومتعدد الأوجه ” مع أفغانستان.
وأكد الرئيسان على الحاجة للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى ” الشراكة الاستراتيجية والتعاونية”.
وقال كرزاي للرئيس هو ” إن علاقاتنا الثنائية مع الصين شهدت تطورا إيجابيا في العقد الماضي وسوف نواصل تعميق هذه العلاقات في المستقبل”.
وفى بيان مشترك صدر عقب اجتماعهما ، أعلنت الصين انها سوف تقدم منحة قيمتها 150 مليون يوان (حوالي 23.8 مليون دولار أمريكى ) للحكومة الأفعانية خلال عام 2012.
وأوضح المحللون هنا ان الترحيب الحار الذي حصل عليه كرزاى في بكين وتعهد الصين مجددا بدعم أفغانستان كانا مؤشرين واضحين على أن هذه الدولة الحبيسة التي مزقتها الحرب تستطيع الاعتماد على جارتها الكبيرة في الحصول على الدعم ، ولا سيما بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة والناتو من البلاد فى عام 2014.
وقال فائز الله جلال، وهو أستاذ بجامعة كابول ومحلل سياسي، ” نستطيع أن نقول ان الصين جارة موثوق بها ويمكن الاعتماد عليها، إذ انها لم تتدخل فى الشؤون الداخلية لأفغانستان ، وهذا يفسر سبب نظرة الأفغان للصين على أنها جارة حميمة لهم”.
وأشار جلال إلى ان النوايا الحسنة للصين تتجسد فى استثماراتها في الموارد المعدنية بأفغانستان وكذا غيرها من المجالات .
واستعرض أيضا جهود الصين الرامية إلى إدراج أفغانستان كدولة مراقب في منظمة شانغهاي للتعاون ووصفها بأنها علامة على حسن نوايا.
وأكد هو جين تاو لكرزاى ان الحكومة الصينية ستواصل تشجيع الشركات الصينية على ضخ استثمارات في أفغانستان.
وقال الرئيس الصيني في حديثه لكرزاي إن الصين ستدعم التعاون مع أفغانستان في مجالات التعليم والثقافة والإعلام وتدريب الافراد فيما حث البلدين على تعزيز التعاون الأمنى لمكافحة “القوى الثلاثة ” للإرهاب وهى الانفصالية والتطرف والجرائم العابرة للحدود بما فيها تهريب المخدرات.
وسلطت دوائر الإعلام المطبوعة والإلكترونية في أفغانستان الضوء على زيارة كرزاى للصين ومقابلته للرئيس الصيني.
فقد ذكرت صحيفة ((ديلي اوتلوك)) الصادرة بالانجليزية في مقالة لها أن الصين “قوة اقتصادية صاعدة في العالم. وان دورها في أفغانستان يشكل أهمية كبيرة للدولة التى مزقتها الحرب، ولا سيما في مجال الاعمال والتكنولوجيا”.
وأشارت المقالة إلى ان شراكة التعاون الاستراتيجية بين البلدين ستجعل الصين تضطلع بدور أكبر في أفغانستان.
وقال المحلل السياسي وحيد موجدا في منتدي بشبكة تليفزيونية محلية هنا إن اجتماعات كرزاى مع القادة الصينيين على هامش قمة منظمة شانغهاي للتعاون كانت أكثر أهمية من حضور القمة لأن كرزاى تمكن خلال تلك الاجتماعات من الحصول على تأكيدات حول دعم الصين لبلاده وتعاونها معها.
كما يدرس المسؤولون الأفغان فكرة إنشاء خط أنابيب غاز ينطلق من تركمانستان إلى الصين ويمر عبر طاجيكستان وأفغانستان.
وقال المسؤولون إن قدوم المزيد من الاستثمارات من الصين سيعنى توفير المزيد من فرص العمل للأفغان ، الامر الذي سيساعد بدوره فى الحد من الفقر وتحسين السلام والاستقرار بالبلاد.