صحراء تنغر الصينية تشهد تنمية عالية الجودة تدمج بين الصناعة الكهروضوئية والحماية الإيكولوجية

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

في حديقة جيودونتان الكهروضوئية النموذجية في شمال غربي الصين، تمتد صفوف من الألواح الشمسية مثل الأشرطة في قلب صحراء تنغر. وتحت هذه الألواح، تزدهر النباتات الصحراوية.

يقع هذا المشروع في حي ليانغتشو، في مدينة وووي بمقاطعة قانسو، ويجسد الجهود المبذولة لمكافحة التصحر مع تعزيز النمو الاقتصادي.

وعلى مساحة مخططة تزيد عن 33 ألف هكتار، أقيمت بالفعل أكثر من اثنتي عشرة شركة، بقدرة مركبة لتوليد الكهرباء تبلغ 2.2 مليون كيلوواط، منها 1.5 مليون كيلوواط متصلة بالفعل بالشبكة.

وقال تشين تشاو بينغ، وهو مزارع محلي من بلدة هنغليانغ، يعمل الآن في شركة في الحديقة النموذجية: “لم أجرؤ أبدا على تخيل أنني أستطيع كسب لقمة العيش في الصحراء”. ومن بين مهام وظيفته صيانة نظام الري تحت الألواح الشمسية ورعاية النباتات الصحراوية.

وأشار تشين إلى أن “تطوير الصناعة الكهروضوئية، إلى جانب التحكم في الصحراء، يفيد الأجيال القادمة”، مضيفا أن المشروع لا يولد الكهرباء ويثبت الرمال فحسب، بل يعزز أيضا مستويات الدخل المحلي.

ولدعم هذا المشروع، تنضم الإدارات والمؤسسات ذات الصلة أيضا للمساهمة في جهود الري.

وقال تشانغ كه وي، المسؤول عن إدارة الحديقة النموذجية: “إن توليد الكهرباء من الألواح وزراعة النباتات الصحراوية تحتها يحقق فوائد مزدوجة – الاستخدام الفعال للموارد الشمسية وتثبيت رمال الصحراء”.

وحاليا، تبلغ مساحة النباتات الصحراوية داخل الحديقة حوالي 3200 هكتار.

ووفقا للباحثين، فإن النباتات الصحراوية المزروعة تحت الألواح الشمسية في الحديقة النموذجية يمكن جمعها واستخدامها كعلف بعد ثلاث سنوات من النمو، في حين أن هناك خططا لإدخال صناعة تربية الدواجن في نفس المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة.

وفي الشهر الماضي، أصدرت الهيئة الوطنية للطاقة والهيئة الوطنية للغابات والمراعي إشعارا يشجع على تطوير المشاريع الكهروضوئية التي تسهم أيضا في التحكم في الرمال.

وتسمح هذه المبادرة بدمج التنمية الكهروضوئية مع الطرق التقليدية للتحكم في الرمال في مناطق مثل منغوليا الداخلية وقانسو ونينغشيا وشنشي وتشينغهاي. ومن خلال إعطاء الأولوية للحماية البيئية، فإن هذه المشاريع مصممة ليتم تنفيذها بشكل علمي، ما يدعم إنشاء نظام طاقة جديدة نظيفة ومنخفضة الكربون وآمنة وفعالة مع تعزيز المكافحة العالية الجودة للتصحر.

وقال تشانغ شيوي تشن، مدير مديرية الغابات والمراعي بمقاطعة قانسو، إن مدينة وووي تخطط في المستقبل لمساعدة المزارعين المحليين على تطوير صناعات مثل زراعة الأعشاب العلفية وزراعة النباتات الصحراوية وتربية الدواجن. ويهدف هذا النهج إلى تعظيم الفوائد الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية لدمج الصناعة الكهروضوئية مع جهود التحكم في الرمال.

وفي منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، استفادت المنطقة بشكل كامل من السطوع الشمسي في قواعد المشروعات الكهروضوئية لتحويل الصحراء الشاسعة إلى قواعد طاقة فائقة وبناء القوى الإنتاجية الحديثة النوعية وتطويرها.

وتتمتع المرحلة الثانية من المشروع الكهروضوئي المركب لقاعدة تشونغوي للطاقة الجديدة في صحراء تنغر بمنطقة نينغشيا بقدرة مليوني كيلوواط وبطاقة إجمالية تبلغ 3 ملايين كيلوواط، وهي قيد الإنشاء حالياً. وفي شهر أبريل من العام الماضي، تم توصيل المرحلة الأولى بكامل طاقتها من هذا المشروع بقدرة مليون كيلوواط بالشبكة. وبعد اكتمال المشروع وتوصيله بالشبكة، سيكون بوسعه توليد 3.96 مليار كيلوواط ساعة من الكهرباء سنوياً، وتوفير حوالي 1.21 مليون طن من الفحم القياسي، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 3.29 مليون طن.

وفي نفس الوقت، ومن خلال الجهود المستمرة على مدار عقود لمكافحة التصحر، نجحت تشونغوي في استصلاح 1.5 مليون مو (حوالي 100 ألف هكتار) من إجمالي 1.68 مليون مو من الصحراء، مما ساهم في توسيع الغطاء النباتي في الصحراء من أقل من واحد في المائة إلى 42 في المائة في الوقت الحاضر، علاوة على تراجع صحراء تنغر بمقدار 25 كيلومترا.