وزير البيئة اللبناني أطلق مشروع (بيئتنا حضارتنا) بالتعاون مع الصين
الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام:
أطلق وزير البيئة اللبناني ناظم الخوري مشروع “بيئتنا حضارتنا”، في مؤتمر صحافي عقده الاثنين، في حضور السفير الصيني في لبنان وو جيشان ورئيس مجلس الاعمال اللبناني الصيني علي المصري.
وقال الوزير الخوري: “قديما قيل “أطلب العلم ولو في الصين” وكان المقصود بهذا القول إظهار مدى المسافات الشاسعة التي تفصلنا عن هذه البلاد القصية الواسعة. واليوم، مع تطور العلوم والتقنيات، قربت المسافات واستحال العالم قرية صغيرة، وصارت الصين قريبة منا، بل هي أقرب إلينا من حبل الوريد.”
أضاف: “لقد شعرت بالارتياح وغمرتني السعادة حين طلب إلي رئيس مجلس الأعمال اللبناني الصيني رعاية مؤتمر صحفي لإطلاق مشروع “بيئتنا حضارتنا”، إذ تبدي دولة عملاقة جغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا اهتمامها بالأمور البيئية والحياتية في بلد نام بحجم زهرة. وما أجمل وأروع من أن يقف مارد قادر إلى جانب ساع إلى الحرية والنمو والترقي وبناء الذات في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياحية والزراعية والبيئية، وتأمين فرص عمل للشباب اللبناني للحد من هجرتهم إلى الخارج”.
وأكد الخوري “إن فخامة رئيس الجمهورية مؤمن بدور لبنان ملتقى الحضارات والعيش المشترك، لبنان الصغير جغرافيا والكبير في عطاءاته والتزامه بالقيم الانسانية السامية،إن فخامة الرئيس يؤمن بأهمية انفتاح لبنان على العالم، ويعمل كي يظل بمنأى عن الانزلاق في سياسات المحاور الدولية والإقليمية”.
وقال: “تعتبر الحضارة الصينية إحدى أقدم وأرقى الحضارات في العالم وخير دليل على ذلك الابتكارات العلمية والفكرية المتعددة التي حققها شعبكم على مدى العصور. وفي مسيرة التعاون بين جمهورية الصين الشعبية ولبنان ننوه بمذكرة التفاهم لتسهيل سفر السواح الصينيين إلى لبنان والتي وقعت عام 2005. يضاف إلى ذلك مشروع تطوير مرفأ طرابلس الذي يعتبر حدثا هاما للتعاون بين الصين ولبنان، والذي تمت المباشرة فيه، برعاية دولة رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي، ونأمل أن تكون انطلاقة هذا المشروع بداية خيرة لمسيرة التعاون بين البلدين. كما وأن التجارة الثنائية بين بلدينا قد تطورت بصورة سريعة منذ العام 2009 وأصبحت الصين من أهم الشركاء في المجال التجاري، وإن مكتب التجارة والاقتصاد في سفارتكم وكذلك مجلس الأعمال اللبناني الصيني يهتمان بتشجيع تصدير المنتجات اللبنانية مثل النبيذ وزيت الزيتون إلى بلدكم. ونحن نطمح إلى تعزيز وتعميق التبادل الثقافي والاقتصادي بين شعبينا”.
وتابع: “تدفعنا إلى ذلك حاجة المجتمع اللبناني إلى تحقيق أهداف هامة منها: الإنماء المتوازن في المناطق اللبنانية، التنمية البيئية المستدامة، الحد من هجمة العمران الشرسة على الأراضي الخصبة والقطع الجائر والرعي العشوائي والحرائق المفتعلة وتغير المناخ والتصحر، كل هذه المشاكل باتت هاجسا مقلقا يهدد باندثار الرقعة الخضراء والغطاء الحرجي الغني بتنوعه البيولوجي وخصوصا النباتي منه، إذ أن العديد من النباتات البرية والطبية والعطرية أمست مهددة بالانقراض حتى أن غابات الأرز والشوح أصبحت مهددة بالتلقيح والتهجين من لقاح الأرز الأطلسي الزاحف نحو أحراجنا الهرمة.
وأعلن “ان وزارة البيئة تحرج من خلال الخطة الوطنية للتحريج مساحات من الأراضي المشاعية. وتعتمد تقنية نثر البذور البلدية من الجو بواسطة طوافة للجيش اللبناني، وهذه التقنية هي من أبرز الطرق المعتمدة لديكم في عملية التحريج، وتتميز غاباتكم بغناها بالتنوع البيولوجي وجمالها الأخاذ، ويسعى لبنان جاهدا إلى زيادة الرقعة الخضراء لديه لتبلغ حوالي 20% من مساحته الإجمالية، لذا قامت وزارة البيئة بإعداد استراتيجيات للمحافظة على التنوع البيولوجي الوطني وبإنشاء محميات طبيعية وبالمحافظة على الموائل لحماية الأنواع التي ينفرد بها لبنان والمهددة بالانقراض”.
وقال: ” لقد أعدت وزارة البيئة استراتيجية وطنية لإدارة حرائق الغابات في لبنان والتي تهدف إلى الحد من خطر الاندلاع المتمادي لحرائق الغابات التي تعانون منها في بلدكم كما نعاني. إن وزارة البيئة تثني على الأهداف المقترحة من قبل جمعيتكم الكريمة التي تتمحور حول توأمة غابات الأرز في لبنان مع غابات الأرز في العالم، ومساهمتكم في تشجير الطرقات وتحريج المشاعات، وتوزيع مستوعبات النفايات على مختلف المناطق اللبنانية. إننا نأمل المزيد من التعاون المثمر في تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الرائدة التي تفوقت فيها الصين خصوصا في مجالات البيئة وصيانة التنوع البيولوجي وتوازن الأنظمة الإيكولوجية، وذلك كي نتمكن من الحفاظ على إرثنا الطبيعي وتراثنا البيئي المهدد بالتشوه والتهجين. عاشت الصداقة اللبنانية الصينية وعاش لبنان”.
سفير الصين
وتحدث السفير الصيني مقدرا أهمية “المبادرة التي تهدف لجعل لبنان أكثر جمالا”، وقال: “حان الوقت لتهتم الانسانية بالبيئة لأن الامر اصبح طارئا وحيويا”، معربا عن اعتقاده بأن ” لبنان والصين يمكنهما التعاون بشكل جيد في ما يتعلق بالبيئة من خلال تطوير الطاقة على سبيل المثال”.
واضاف: “كنت مشاركا في اطلاق التقرير الوطني اللبناني عن التنمية المستدامة في القصر الجمهوري قبل أيام بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وقد شدد رئيس الجمهورية ووزير البيئة في خطابيهما على تمسك لبنان بحماية البيئة ويهمني القول أن الصين واعية تماما لضرورة حماية البيئة ايضا”.
المصري
وقال رئيس مجلس الاعمال اللبناني الصيني: “صحيح أن مجلس الاعمال يعنى بزيادة العلاقات والتبادل التجاري اللبناني الصيني لحل أي خلاف تجاري ينشب بين أي رجل اعمال لبناني أو صيني ويعنى بجلب الاستثمارات الصينية الى لبنان، ولكن مجلسنا لم يقف عند هذا الحد، وقد اجتمعنا اليوم لاطلاق حملة بيئتنا حضارتنا والتي تعنى بالبيئة والانسان”.
واضاف: “ان برنامج عملنا البيئي والانساني طويل، بداية من التشجير الى تنظيف الشاطىء ومصادر المياه وانارة المعالم الاثرية وتوأمة غابات الارز مع كبار غابات الارز في العالم”.