موقع متخصص بالشؤون الصينية

الخبراء متفائلون بشأن التجارة الخارجية للصين على الرغم من التحديات المتزايدة

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
وسط تصاعد التوترات التجارية، تتوقع مجموعة واسعة من الخبراء أن تحافظ التجارة الخارجية للصين على زخم إيجابي في الأشهر المقبلة، وذلك بفضل مبادرات إعادة هيكلة الصادرات في البلاد.

وفي أحدث ندوة عبر الإنترنت عقدها منتدى الاقتصاد الكلي الصيني، توقع كبير الاقتصاديين في شركة “سيتي جروب تشاينا” يوي شيانغ رونغ أن نمو صادرات البلاد سيبقى ثابتا عند حوالي 5 في المائة هذا العام و4.5 في المائة العام المقبل.

وجاءت التوقعات في الوقت الذي أثبتت فيه التجارة الخارجية للبلاد أنها متينة، حيث ارتفعت صادرات السلع بنسبة 6.1 في المائة على أساس سنوي وارتفعت واردات السلع بنسبة 6.4 في المائة في الفترة من يناير إلى مايو الماضيين.

وقال يوي “بالنظر إلى النصف الثاني من عام 2024 والعام المقبل، ما زلنا متفائلين بحذر بشأن توقعات الصادرات الصينية”، مسلطا الضوء على بعض العوامل المشجعة التي تعكس مرونة التجارة الخارجية للصين على الرغم من هجمة الحمائية في جميع أنحاء العالم.

وقال يوي إن هيكل الطلب الخارجي للصين يتحول من الأسواق المتقدمة إلى الأسواق الناشئة، مضيفا أنه في حين من المتوقع أن ينخفض الطلب الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة بسبب آفاقها الاقتصادية الفاترة في النصف الثاني من هذا العام، فإن أعضاء الآسيان وأمريكا اللاتينية ودول بريكس وكذلك الشركاء التجاريين الآخرين في الجنوب العالمي سيكونون قادرين على “سد هذه الفجوة”.

واتفاقا مع تحليل يوي، أشار شنغ بين، نائب رئيس جامعة نانكاي في نفس الندوة إلى أنه على خلفية ضعف الطلب ومشاكل الديون التي تجتاح الاقتصادات الغربية، يتعين على الصين التركيز بشكل أكبر على الاقتصادات الناشئة في سياستها التجارية الخارجية.

وأرجع شنغ سبب التقدم التجاري للصين إلى القوة التصنيعية المتنامية للبلاد وبناء قدرات المصدرين، مدعوما بالتقدم التكنولوجي وسلاسل التوريد والسلاسل الصناعية الكاملة.

وعلى وجه الخصوص، أشار يوي إلى أن المصدرين الصينيين حققوا مزايا واضحة من حيث التكلفة من خلال التحديث الصناعي والمنافسة المفتوحة.

وبالتالي، حتى مع الأخذ في الاعتبار التهديد الذي يلوح في الأفق المتمثل في رفع التعريفات الجمركية المؤقتة للاتحاد الأوروبي على المركبات الكهربائية الصينية، قال يوي إن حسابات شركة “سيتي” تشير إلى أن المركبات الكهربائية الصينية لا تزال تتمتع بميزة التكلفة، مما سيعزز زخم التصدير للقطاع.

وقال ليو يوان تشون، رئيس جامعة شانغهاي للمالية والاقتصاد، إن صادرات الصين أكثر فعالية من حيث التكلفة من الولايات المتحدة، منافسها العالمي الرئيسي، من حيث مجموعة واسعة من السلع المصنعة والمنتجات الكهروميكانيكية ومنتجات التكنولوجيا الفائقة، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي وتأثير الحجم.

وأضاف ليو أن سلاسل الصناعة ورأس المال والابتكار والأكفاء في الصين تشهد تكاملا سريعا، مما يحقق توفيرا في التكاليف في قطاع التصدير في البلاد.

وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية، أعرب الخبراء عن مخاوفهم من أن التوترات التجارية العالمية التي تفاقمت بسبب خطة الاتحاد الأوروبي الأخيرة لفرض تعريفات إضافية مؤقتة على المركبات الكهربائية الصينية الصنع والصراعات الجيوسياسية قد تؤثر على توقعات التجارة الخارجية للصين.

وكشفت المفوضية الأوروبية الشهر الماضي عن خطة لفرض رسوم إضافية على واردات المركبات الكهربائية الصينية. وكشفت هذه الخطوة، التي تم انتقادها على نطاق واسع باعتبارها حمائية، عن تعريفات مؤقتة تتراوح بين 17.4 في المائة و38.1 في المائة لصانعي المركبات الكهربائية الصينيين على الرغم من مخاوف السوق الواسعة النطاق واعتراضات الصين.

وقبل أسابيع، كشفت الولايات المتحدة النقاب عن زيادات في التعريفات الجمركية على مجموعة من الواردات من الصين، بما في ذلك المركبات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والخلايا الكهروضوئية والمعادن المهمة وأشباه الموصلات والصلب والألومنيوم.

وقال يوي إن “السياسات التجارية للاقتصادات المتقدمة هي مصادر بارزة لأوجه عدم اليقين في المستقبل، والتي تحتاج إلى مراقبة عن كثب”، مشددا على الحاجة إلى تعزيز الاستهلاك وإطلاق العنان للتداول الداخلي للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

واستشرافا للمستقبل، اقترح الخبراء في الندوة أيضا بذل جهود لتوسيع التجارة في السلع الوسيطة وتعزيز الاقتصاد الرقمي في محاولة لتعزيز محركات نمو جديدة للتجارة الخارجية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.