موقع متخصص بالشؤون الصينية

اكتشاف قطع أثرية تتعلق بحراس سور الصين العظيم القديم في بكين

0

تم العثور على مجموعة كبيرة من القطع الأثرية، بما في ذلك الألغام الأرضية الحجرية والأسلحة النارية المستوردة وبقايا الطعام، المرتبطة بحياة حراس سور الصين العظيم في عهد أسرة مينغ (1368-1644)، وذلك خلال برنامج للتنقيب الأثري حول سور الصين العظيم.

وبدأت أعمال التنقيب في أبريل الماضي في قسم جيانكو من سور الصين العظيم، الواقع في حي هوايرو بشمالي بكين، كجزء من المرحلة الخامسة من مشروع ترميم القسم، المتوقع اكتماله في عام 2025.

وقال شانغ هنغ، الباحث في معهد بكين للآثار والمسؤول عن أعمال الإصلاح في جيانكو، إنه منذ أبريل الماضي، تم اكتشاف أكثر من 100 قطعة خلال أعمال التنقيب الأثري في البرجين رقم 121 ورقم 120 من سور الصين العظيم، بما في ذلك الأسلحة والمستلزمات اليومية التي استخدمها حراس السور العظيم.

ويعتبر قسم جيانكو أحد أخطر أجزاء سور الصين العظيم، حيث يطلق عليه متسلقو الجبال “السور العظيم البري”.

وذكر شانغ: “العثور على ألغام أرضية حجرية على سور الصين العظيم كان شائعا نسبيا، ولكننا اكتشفنا أيضا سلاحا ناريا متقدما يرجع تاريخه إلى أسرة مينغ، والذي تم إدخاله إلى الصين من أوروبا”، مضيفا أنهم اكتشفوا ما يسمى بـ “فولانغجي” أو الآلات الإفرنجية، وهي مدافع صغيرة.

وبناء على النتائج، يعتقد علماء الآثار أن البرجين كانا تحت حراسة ضباط رفيعي المستوى يستخدمون هذه الأسلحة النارية المتقدمة.

كما تم اكتشاف بقايا طعام متفحمة يعتقد العلماء أنها كانت ناتجة عن الطهي في الهواء الطلق على طريقة الشواء من قبل جنود الحامية القدامى الذين كانوا يحرسون سور الصين العظيم.

وأضاف شانغ أنه تم إرسال عينات من التربة التي تحتوي على بقايا الطعام لإجراء أبحاث النباتات الأثرية عليها، والتي يمكن أن تساعد لاحقا في تحليل “الوصفات” القديمة لحراس السور العظيم.

وتغطي المرحلة الخامسة من مشروع ترميم سور الصين العظيم ستة أبراج دفاعية تمتد من البرج رقم 117 إلى البرج رقم 122. ويبلغ الطول الإجمالي لهذا القسم من سور الصين العظيم 916 مترا.

وتعتبر بكين رائدة في الأبحاث الأثرية لسور الصين العظيم، والتي تسبق أعمال الترميم. وأشار شانغ إلى أنه تم اختيار قسم جيانكو وقسم داتشوانغكه في حي يانتشينغ كمشروعين تجريبيين لتعزيز الترميم الموجه نحو البحث وحماية سور الصين العظيم.

ويهدف هذا النهج إلى إنشاء مسار جديد لحماية سور الصين العظيم من خلال أعمال التنقيب الأثري والأبحاث متعددة التخصصات والتسجيل الرقمي. وأوضح شانغ أن “العمل الأثري يمكن أن يوفر المزيد من الدعم العلمي والنظامي لخطة ترميم وحماية سور الصين العظيم”.

ويعد سور الصين العظيم أكبر موقع للتراث الثقافي في الصين، حيث تنتشر أقسامه في 15 منطقة على مستوى المقاطعة، ويعود تاريخ بعضها إلى 2000 عام.

وتم إنشاء نظام شامل في بكين ينطوي على التنقيب الأثري والتعزيزات الطارئة والإجراءات الوقائية والترميم المنتظم لسور الصين العظيم.

كما تم تنفيذ التسجيل الرقمي وإدارة مشروع الحماية والتجديد بأكمله باستخدام تقنيات التصوير المساحي للمركبات الجوية دون طيار وتقنيات التصوير البانورامي، في جميع المراحل بدءا من التنقيب والفحص إلى التصميم والترميم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.