شجاعة الحزب الشيوعي الصيني وعزيمته وحكمته تتجلى في تعميق الإصلاحات
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
شرعت الجلسة الكاملة الثالثة الجارية للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في مهمة لبدء جولة جديدة من الإصلاحات الإستراتيجية والإرشادية لدفع التحديث الصيني النمط، مما يسلط مرة أخرى الضوء على شجاعة الحزب وعزيمته وحكمته.
إن أهمية الإصلاحات في الصين واضحة. وعلى مدى أكثر من 40 عاما، خلق الإصلاح والانفتاح معجزة من النمو الاقتصادي السريع والمكانة الدولية المتصاعدة باستمرار، مما أرسى أساسا متينا للبلاد لتحقيق إحياء نهضة الأمة الصينية.
فبعد أن صمدت في وجه العديد من الاختبارات الشاقة وحققت نجاحا هائلا منذ بداياتها المتواضعة، دخلت جهود الإصلاح الآن “منطقة المياه العميقة”.
ومع اكتمال إنجاز المهام الأسهل، فإن التحديات المتبقية صعبة وتتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة والحكمة السياسية للتغلب عليها. ويمرّ الإصلاح في الصين بمنعطف حرج، إذ عليه إما المضي قدما أو مواجهة خطر التخلف عن الركب.
وخلقت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، التي عقدت في نوفمبر 2013، حقبة جديدة من الإصلاح والانفتاح في الصين من خلال إطلاق مجموعة من الإصلاحات التاريخية والمنهجية والشاملة. وخلال أكثر من عقد من الزمن، نفذت البلاد أكثر من 2000 خطة إصلاح تغطي مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع والحضارة الإيكولوجية وبناء الحزب والدفاع الوطني. وقد ساعدت هذه الإصلاحات في وضع الأطر المؤسسية التأسيسية في جميع القطاعات.
إن حجم وكثافة الإصلاحات لا مثيل لهما. وقد مكنت هذه الجهود الاقتصاد الصيني من تَبوُّء المرتبة الثانية عالميا باستمرار والعمل كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي العالمي، على الرغم من التحديات مثل جائحة كوفيد-19 والضغوط الخارجية الشديدة.
كان الإصلاح الاقتصادي محورا لجدول أعمال الإصلاح الشامل. وأدت تدابير رئيسية، بما في ذلك تقصير القائمة السلبية لدخول السوق، وتنفيذ الإصلاح الهيكلي لجانب العرض وتعزيز الانفتاح عالي المستوى، إلى تحسينات كبيرة في بيئة الأعمال الموجهة نحو السوق والقائمة على القانون في البلاد.
وكما هو معترف به على نطاق واسع، فإن الشعب هو الذي استفاد بشكل مباشر من هذه الإصلاحات الناجحة. وبعد ثماني سنوات من الجهود الشاقة، تم انتشال نحو 100 مليون من سكان الريف من براثن الفقر حتى عام 2020، ما يعني أن الصين قضت على الفقر المدقع لأول مرة في التاريخ. ومن خلال حملة جديدة للتوسع الحضري، تمكن أكثر من 140 مليون من سكان الريف السابقين من الوصول إلى خدمات عامة أفضل بكثير على مدى العقد الماضي.
كما جلبت جهود الإصلاح التي بذلتها الصين منافع لبقية العالم. فقد عملت مبادرات مثل إنشاء 22 منطقة تجريبية للتجارة الحرة، وميناء هاينان للتجارة الحرة، ومعرض الصين الدولي للاستيراد، والتعاون في إطار “الحزام والطريق”، على خلق فرص هائلة لدول أخرى.
وعلى الرغم من إنجازاتها الكبيرة، لا تزال الصين تواجه مشكلات عنق زجاجة وتحديات في تحقيق التنمية عالية الجودة. إن قدرتها على الابتكار ليست قوية بما فيه الكفاية. ومن الحتمي والضروري بالنسبة للبلاد معالجة المخاطر المالية، وضمان الغذاء والطاقة وسلاسل الصناعة والإمداد، وحل مشكلات مثل عدم كفاية الطلب الفعال، وانسداد التدفق الاقتصادي، وعدم كفاية الخدمات العامة، وضغوط خلق فرص العمل. إن المعالجة الفعّالة لهذه المشاكل من الأهمية بمكان بالنسبة لآفاق النمو الاقتصادي في الصين والمسار العام لمسيرة التحديث.
وفي ظل التغيرات الواسعة والعميقة في داخل الصين وخارجها، تعد الإصلاحات الشاملة والمتعمقة بشكل مستمر مفتاح معالجة جميع المشاكل والتحديات.
إن تعميق الإصلاح بشكل شامل لا يوفر ضمانا مؤسسيا للتحديث الصيني النمط فحسب، بل يعمل أيضا كقوة دافعة للنمو المستقر على المدى القصير والمتوسط والطويل. ومن المتوقع بشكل خاص تحقيق إصلاحات ترمي إلى خلق سوق محلية موحدة وتعزيز القوى الإنتاجية الحديثة النوعية وإحراز اختراقات علمية وتكنولوجية كبيرة. كما أن هناك حاجة إلى إصلاحات عاجلة وعملية في مجالات مثل النظام المالي والضريبي والتمويل وتوزيع الدخل والتكامل بين المناطق الحضرية والريفية.
وفي الوقت نفسه، من المهم إيجاد توازن مناسب في وتيرة وإيقاع الإصلاح. وينبغي أن تصاحب الإصلاحات السريعة والجريئة تدابير داعمة للتخفيف من المخاطر والاضطرابات الاجتماعية.
إن روح الإصلاح والانفتاح سمة للشعب الصيني في قديم التاريخ وفي عصرنا الراهن أيضا. وإن الحزب الشيوعي الصيني ملتزم بمنهجية صحيحة وعلمية ونهج متمحور حول الشعب لدفع الإصلاح في الصين. واعتمادا على الخبرة الغنية والتقدم القوي من الإصلاحات الماضية، فإن الحزب الشيوعي الصيني واثق وقادر على قيادة الأمة لتحقيق نجاحات جديدة في أي مساع مستقبلية للإصلاح.