الصين تكثف جهودها لتعزيز التنمية المتكاملة لخدمات رعاية الأطفال الصغار
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
في ظل التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة في الصين على مدى العقود الماضية، شهدت الأسر الصينية تحسنا ملموسا في مستوى المعيشة، لكنها تواجه الآن تغيرات غير مسبوقة نتيجة للتحول نحو الأسر الأصغر حجما.
ويرى مراقبون إنه في ظل تراجع القدرة على الرعاية بين الأجيال في المجتمع الصيني، يحتاج المزيد من العائلات إلى خدمات عالية الجودة لرعاية الأطفال الرضع.
وأظهرت بيانات صادرة عن لجنة الصحة الوطنية أن هناك ما يقرب من 30 مليون رضيع وطفل صغير تحت سن 3 سنوات في الصين، وأن أكثر من 30 في المائة من أسر هؤلاء الرضع والأطفال الصغار بحاجة إلى خدمات الرعاية النهارية.
وفي هذا السياق، تعتزم السلطات الصحية الصينية تنفيذ سياسات داعمة لتحسين الخدمات الشاملة لضمان إنجاب مواليد أصحاء وتوفير الرعاية الجيدة بعد الولادة، وتطوير أنظمة خدمات رعاية الأطفال الرضع، وتعزيز بناء مجتمع صديق للولادة، وفقا لما قال لي بين، نائب رئيس لجنة الصحة الوطنية، خلال حفل أقيم في الشهر الجاري بمناسبة اليوم العالمي للسكان 2024.
وخلال السنوات الأخيرة، اتخذت الهيئات الحكومية المعنية سلسلة من التدابير في محاولة لزيادة المعروض من خدمات رعاية الأطفال وتخفيف العبء على العائلات. على سبيل المثال، تم تخصيص أموال خاصة لدعم إنشاء مجموعة من مراكز الخدمات الشاملة والمؤسسات العامة للحضانة والرعاية ذات النفع العام، كما تم إدراج تكاليف رعاية الرضع والأطفال دون سن 3 سنوات في إطار الإعفاءات الضريبية المتعلقة بالدخل الشخصي.
وفي الوقت ذاته، شرعت السلطات المحلية في استكشاف إنشاء نماذج متعددة تشمل خدمات الرعاية في المجتمعات السكنية وأماكن العمل ورياض الأطفال والرعاية المنزلية، مع مراعاة الظروف الواقعية.
وكشفت بيانات أصدرتها لجنة الصحة الوطنية في فبراير العام الجاري أن هناك ما يقرب من 100 ألف مؤسسة لرعاية الرضع والأطفال في جميع أنحاء البلاد، تغطي خدماتها حوالي 4.8 مليون رضيع وطفل صغير. وفي الوقت الحاضر، تم التخفيف من حدة “صعوبة رعاية الأطفال الرضع” إلى حد ما.
من أجل توفير خدمات في متناول يد المواطنين، تكثف لجنة الصحة الوطنية والهيئات المعنية الأخرى دعمها للمجتمعات وأصحاب الشركات في بناء مرافق خدمات رعاية الأطفال الصغار، وذلك عن طريق البناء من قبل القطاع العام والإدارة من قبل القطاع الخاص.
وفي بعض الأحياء والبلدات في شانغهاي، فتحت المجتمعات السكنية “دار الأطفال” لتقديم الرعاية المؤقتة أو الرعاية المدفوعة على أساس الوقت. وفي مقاطعة شاندونغ بشرقي البلاد، برزت علامة “رعاية تشيوانشين” التجارية في مجال الرعاية المنزلية، حيث يمكن الوصول إليها “داخل المجتمع السكني وبالقرب من البيت”. ومن خلال إنشاء نقاط رعاية مجتمعية ومنزلية، تم تشكيل دائرة خدمية لرعاية الأطفال يمكن قطعها سيرا في غضون 5 إلى 15 دقيقة.
وفي مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، شهد نموذج الرعاية المؤقتة المتمثل في “مشاركة الآباء والأمهات والمساعدة بين الجيران”، إقبالا متزايدا من الآباء والأمهات الشباب، الذين يستخدمون منصات تطبيق الهاتف لتلقي الطلبات ومساعدة بعضهم البعض، وذلك تحت مراقبة جمعية تنظيم الأسرة المحلية.
وبفضل توجيهات لجنة الصحة الوطنية، تم إنشاء أكثر من 1000 مركز إرشادي للولادة ونحو 4000 مركز للأنشطة والإرشاد الأسري أو ما يعرف بـ”بيت عباد الشمس”، على المستوى الوطني والمستوى المحلي في جميع أنحاء البلاد.
وقال يانغ جين روي، المسؤول في لجنة الصحة الوطنية، إن الصين ستواصل تكثيف الجهود لتطوير خدمات رعاية الأطفال، وزيادة المعروض من أماكن رعاية الأطفال، وتحسين جودة الخدمة وإكمال نظام تدريب الكوادر، مما سيعزز التنمية الصحية لخدمات رعاية الطفل.