من صيد الأسماك إلى رعايتها … مشاهد من حماية بحيرة تشينغهاي شمال غربي الصين
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
ينتمي “سمك هوانغ” إلى فصيلة الشبوطيات ويعيش بشكل خاص في مياه بحيرة تشينغهاي في مقاطعة تشينغهاي بشمال غربي الصين. وفي الفترة من مايو إلى أغسطس من كل عام، تهاجر آلاف الأسماك عكس التيار السريع لوضع البيض، ما يشكل مشهدا رائعا، حيث يكون نصف النهر مياها ونصفه أسماكا.
وتقع بحيرة تشينغهاي في شمال شرقي هضبة تشينغهاي-التبت، وهي أكبر بحيرة مالحة داخلية في الصين، حيث يُطلق عليها ايضا اسم “مخزن الجينات البيولوجية للهضبة”. وتعد البحيرة محطة مهمة في ممر هجرة الطيور القواطع، كما أنها منطقة مهمة للحفاظ على الأمن الإيكولوجي في شمال شرقي الهضبة والتوازن الإيكولوجي العام في شمال غربي الصين.
ويقع أحد الممرات الرئيسية لتفريخ “سمك هوانغ” في نهر تشيوانجي في محافظة قانغتشا بمقاطعة تشينغهاي. وذكرت شنغ شنغ مي، نائبة أمين فرع الحزب في قرية شينتشيوان المطلة على النهر، أنه في الفترة ما بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كان العديد من القرويين يعتمدون على صيد الأسماك لتأمين أرزاقهم نظرا لظروف المناخ القاسية وضعف إنتاجية المحاصيل الزراعية.
ويتذكر داي هوان شنغ، وهو قروي من قرية شينتشيوان، أنه بعد تخرجه من المدرسة الإعدادية في عام 1985، بدأ في صيد الأسماك مع القرويين. وفي الصيف، كانوا يستخدمون إطارات السيارات لصنع قوارب للذهاب إلى البحيرة للصيد، حيث كان العمل يتطلب ثلاثة أشخاص معا، الأول لتجديف القارب والثاني لرمي الشباك والثالث لنقل الأسماك المصطادة.
وأصبح “سمك هوانغ” مصدرا غذائيا مهما للسكان المحليين بشكل تدريجي. فبالإضافة إلى أكلها، كان القرويون يبيعون الأسماك المجففة مقابل الخضروات والفواكه، أو بمقابل نقدي للمساهمة في تكاليف المعيشة لأسرهم. وقال داي: “خلال تلك الأوقات الصعبة السابقة، كان سمك هوانغ سمك إنقاذنا”.
ورغم أن الصيد غير المنظم على مر السنين حل مشاكل معيشية للسكان المحليين، لكنه تسبب أيضا في انخفاض موارد السمك في بحيرة تشينغهاي بشكل كبير، ما شكل تهديدا جديا للأمن البيئي لبحيرة تشينغهاي، وهو أحد الأنواع الأساسية في النظام الإيكولوجي للبحيرة.
ومنذ عام 2021، بدأت حكومة مقاطعة تشينغهاي الجولة السادسة من إغلاق بحيرة تشينغهاي وحظر الصيد بها لمدة عشر سنوات. وفي هذا الصيف، بينما كان القرويون يمشون على جسر نهر تشيوانجي، كان بإمكانهم رؤية العديد من “أسماك هوانغ” تسبح عكس التيار، وكان الجميع معجبين بدينامية الحياة القوية لدى الأسماك.
والآن، لم يعد “اقتصاد سمك هوانغ” يمثل الصيد، بل تحول إلى شكل جديد من السياحة الناشئة. ففي كل موسم لهجرة الأسماك، يتقاطر السياح من مختلف أنحاء البلاد إلى جسر نهر تشيوانجي للاستمتاع بمشهد هجرة الأسماك، فيما يبيع القرويون على الجسر طعام الأسماك وأطعمة متنوعة أخرى ذات خصائص محلية مميزة. وكلما توقف تدفق مياه نهر تشيوانجي، يستخدم القرويون الدلاء لنقل السمك وإعادته إلى البحيرة.
وتعد استعادة موارد “سمك هوانغ” وتغيير وعي السكان المحليين إزاءها دلالة على الجهود الحثيثة لحماية البيئة الإيكولوجية في بحيرة تشينغهاي. ووفقا للإحصاءات، وصلت احتياطيات السمك بالبحيرة مؤخرا إلى ما يقدر بـ 120000 طن، بزيادة قدرها نحو 46 مرة مقارنة بما كان عليه الحال قبل عقدين.