مبعوث صيني يحث بعض الدول على رفع جميع عقوباتها الأحادية “فورا”
حث مبعوث صيني يوم الأربعاء بعض الدول على الرفع “الفوري” لجميع العقوبات الأحادية، قائلا إن فرض هذه الدول عشوائيا عقوبات أحادية غير قانونية انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لا يؤدي إلى “تفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية للدول المستهدفة فحسب، بل ينثر أيضا بذور الصراعات الجديدة وعدم الاستقرار”.
جاء ذلك على لسان فو تسونغ، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن حول بناء السلام والحفاظ عليه.
وقال فو إن “الوقاية الفعالة من الصراعات تتطلب ظروفا خارجية مواتية”، مؤكدا على أهمية دور الأمم المتحدة في منع نشوب الصراعات.
ودعا السفير الصيني المنظمة الدولية إلى تعزيز مساهماتها في مجال التنمية، مشيرا إلى أن عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة التابعة للأمم المتحدة يجب أن تولي اهتماما لاحتياجات البلدان المعنية وأن تبذل المزيد من الجهود العملية التي تفضي إلى تعزيز نموها الاقتصادي وتنميتها المستدامة.
وشدد على دور المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في تحسين الثقة السياسية بين البلدان وتعزيز التعاون الإقليمي، داعيا إلى بناء بيئة اقتصادية وتجارية دولية مفتوحة وغير تمييزية، حتى تتمكن المزيد من الدول النامية من المشاركة بإنصاف في التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي وتقاسم عوائد التنمية.
وأكد فو أيضا ضرورة بذل الجهود من أجل تعزيز إصلاح الهيكل المالي الدولي لتلبية احتياجات البلدان النامية على نحو أفضل في مجالات مثل تمويل مشاريع التنمية وتغير المناخ وبناء القدرات.
وأردف “يجب أن نتمسك بالعدالة الدولية ونرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ونعارض الأحادية والهيمنة”.
وأكد أيضا أن فرض عقوبات غير قانونية من جانب واحد من قبل بعض الدول بشكل عشوائي في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي “لا يؤدي إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية للبلدان المستهدفة فحسب، بل ينثر أيضا بذور الصراعات الجديدة وعدم الاستقرار”.
وأضاف فو “نحث هذه الدول على رفع جميع العقوبات الأحادية فورا”.
وفي معرض حديثه عن الوضع الدولي الذي يمر بتغيرات عميقة ومعقدة، حيث تواجه بعض المناطق اضطرابات محتدمة مصحوبة بتداعيات غير مباشرة وخطيرة، أكد السفير الصيني الحاجة إلى تعزيز فعالية وأهمية الوقاية من النزاعات ومعالجة الأعراض والقضايا الأساسية على حد سواء، ولا سيما الأسباب الجذرية للنزاع.
وأكد الحاجة إلى ترجمة رؤية المجتمع الدولي المشتركة للسلام إلى إجراءات فعالة لتحقيق السلام الدائم، قائلا إن الفقر والتخلف هما “مصدران رئيسيان للصراع”، ويجب أن يتناول منع نشوب الصراعات الحد من الفقر والتنمية كمهمة أساسية.
وأوضح أن “الحفاظ على نمو اقتصادي مطرد ومواصلة خلق فرص العمل والثروة يشكلان الأساس لتحقيق السلام والأمن على المستوى الوطني على المدى الطويل”.
في الوقت نفسه، أشار السفير الصيني إلى أن الحوكمة الفعالة أمر لا غنى عنه لأي بلد للحفاظ على الاستقرار على المدى الطويل وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، داعيا حكومات البلدان إلى القيام بدورها لمعالجة أو تعويض أوجه القصور في آلية السوق، والاستثمار أكثر في البنية التحتية والتعليم والصحة، من بين أمور أخرى، لتعزيز إحساس المواطنين بالمنفعة، وبالتالي ترسيخ القبول العام للسياسات والإجراءات الحكومية.
كما شدد على أهمية التنمية الشاملة في بناء أساس السلام الدائم، قائلا “يجب أن نتأكد من حماية حقوق المرأة والشباب والمجموعات الأخرى في سياق التنمية، مع وضع الحق في الحياة والحق في التنمية في مقدمة ومحور عملنا، وتعزيز حقوق الإنسان الأخرى وحمايتها بطريقة متوازنة”.
وذكر فو أن الصين، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي وعضوا مهما في الجنوب العالمي، إلى جانب تحقيق تنميتها الخاصة، تتحمل دائما مسؤوليتها في دعم الجنوب العالمي لتحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة.
وأضاف أنه منذ تأسيسه في عام 2015، نفذ الصندوق الاستئماني للسلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة حتى الآن نحو 150 مشروعا، وقدم دعما مهما للمنظمة الدولية لتعزيز جدول أعمالها الخاص بالتنمية المستدامة والحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
وقال السفير إن تقنية جيونتساو تعد واحدة من المشاريع ذات الأولوية التي يتم تنفيذها في إطار الصندوق الاستئماني، موضحا أن هذه التكنولوجيا التي تستند إلى نبتة عشبية شديدة التكيف، تساعد المزارعين على الاستثمار بسرعة في الصناعات ذات القيمة المضافة الأعلى مثل الفطر والثروة الحيوانية. وحتى الآن، تم الترويج لهذه التكنولوجيا واعتمادها في 107 دولة حول العالم، ما جلب الأمل في معالجة مشاكل الفقر والأمن الغذائي والتشغيل.
وانخرط مخترع تكنولوجيا جيونتساو، البروفيسور لين تشان شي، البالغ من العمر 82 عاما هذا العام، في البحث لأكثر من 50 عاما ولا يزال من الممكن رؤيته وهو يسافر حول العالم للمشاركة بنفسه في البحث والتطوير والترويج، وفقا لفو، الذي أشار إلى زيارته الأخيرة رفقة كبار مسؤولي الأمانة العامة للأمم المتحدة والبروفيسور لين إلى رواندا وتنزانيا، حيث شهد كيف غيرت هذه التقنية حياة شاب هناك.
وقال السفير الصيني عن التقنية “إنها ترمز إلى الممارسات الناجحة التي استكشفها الشعب الصيني في سياق الحد من الفقر والقضاء عليه، وتجسد الإجراءات العملية التي تقوم بها الصين لدعم تحقيق التنمية المستدامة في الجنوب العالمي”.
وأتم بأن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لمساعدة المزيد من الدول النامية على تحقيق التنمية المستقلة وبزوغ فجر السلام في المزيد من المناطق ومواصلة بناء أساس السلام والاستقرار في العالم.