ارتفاع ملحوظ في شعبية الرياضة في الصين
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
شاركت لاعبة التزلج اللوحي الصينية تشنغ هاو هاو البالغة من العمر 11 عاما، في المنافسات كأصغر الرياضين في أولمبياد باريس 2024.
وذلك على خلفية ارتفاع عدد الشباب الصينيين الممارسين لهذه الرياضة المتخصصة، التي ظهرت لأول مرة في الألعاب الأولمبية في دورة طوكيو 2021. وتشير التقديرات إلى أن ملايين الأشخاص في الصين بدأوا ممارسة رياضة التزلج على اللوح خلال السنوات القليلة الماضية.
إن الشعبية المتزايدة للتزلج على اللوح والأنشطة الرياضية الأخرى في الصين، وخاصة بين الشباب، مدفوعة جزئيا بجهود البلاد الرامية إلى تعزيز اللياقة البدنية العامة.
ويعد تعزيز اللياقة البدنية العامة أولوية للسياسة الرياضية في الصين، وفقا لتقرير بعنوان “طريق الصين لتصبح قوة رياضية” صدر يوم الثلاثاء الماضي عن معهد شينخوا، وهو مركز أبحاث رفيع المستوى تابع لوكالة أنباء شينخوا.
وقال التقرير “إن الصين تسعى جاهدة لتلبية الاحتياجات الرياضية بشكل أفضل للمواطنين من مختلف الأعمار والفئات”.
وفي عام 2014، رفعت الصين اللياقة البدنية العامة إلى مستوى استراتيجية وطنية. وحتى نهاية عام 2023، بلغ عدد الأماكن الرياضية في الصين نحو 4.6 مليون، بمساحة إجمالية تبلغ 4.07 مليار متر مربع ومساحة نصيب الفرد 2.89 متر مربع.
وحتى عام 2020، شارك أكثر من 37 في المائة من سكان الصين بانتظام في الرياضة. فيما بلغ متوسط العمر المتوقع في البلاد 78.6 عام وفقا لتقرير أصدرته اللجنة الوطنية للصحة يوم الخميس الماضي.
وإلى جانب التزلج على اللوح، شهدت رياضات أخرى مثل ركوب الدراجات والتسلق الرياضي وركوب الأمواج، التي كانت غير مألوفة إلى حد ما لمعظم الناس، تزايدا في شعبيتها في الصين، كما أن رياضات مثل التنس والجولف والتزلج على الجليد التي كانت بالفعل شائعة في العديد من المناطق في البلاد، ما زالت تحظى بإقبال كبير.
وقالت ني جيا، مؤسسة متجر دراجات في شانغهاي، إن متجرها كان يبيع في السابق دراجتين أو ثلاث دراجات شهريا في المتوسط، لكن هذا العدد ارتفع ليصل إلى ما بين 70 و80 دراجة شهريا في عام 2023، بأسعار تتراوح من مئات إلى عشرات الآلاف من اليوانات لكل دراجة. وأضافت: “السوق ضخمة للغاية”.
وفقا لتقرير صناعي، كان لدى الصين 636 صالة تسلق في عام 2023، بزيادة قدرها 31 في المائة عن عام 2022. قال تشو جين فانغ، مدير صالة تسلق في شانغهاي، إن الصالة الرياضية شهدت تدفقا شهريا بلغ حوالي 1500 إلى 1600 شخص في المتوسط خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويشير تقرير صادر عن شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة “جي دي دوت كوم” إلى أنه في النصف الأول من العام الجاري، زاد حجم المعاملات الخاصة بمعدات التسلق مثل المسحوق المضاد للانزلاق والخوذات والأحذية بنسب 151 في المائة و42 في المائة و40 في المائة على أساس سنوي على التوالي؛ بينما زاد حجم المعاملات الخاصة لمعدات مثل المايوهات والحبال وألواح ركوب الأمواج بنسب 473 في المائة و175 في المائة و40 في المائة على التوالي.
واستجابة للحماس المتزايد للرياضة بين الجمهور، عززت الحكومة التنمية المنسقة للرياضات الترفيهية والرياضات التنافسية وصناعة الرياضة، مما يجعل الرياضة قوة دافعة جديدة للتنمية الاقتصادية.
وفقا لتقرير معهد شينخوا، توسعت صناعة الرياضة في الصين بمعدل سنوي متوسط يزيد على 10 في المائة خلال العقد الماضي. وقال وانغ يوي شيونغ، رئيس مركز أبحاث تطوير صناعة الرياضة في الجامعة المركزية للمالية والاقتصاد ببكين، إن الاستهلاك الرياضي، بصفته شكلا جديدا من أشكال الاستهلاك، وصناعة الرياضة، باعتبارها صناعة ناشئة، يكتسبان أهمية متزايدة، ولا تزال هناك فرصة كبيرة للنمو في المستقبل.
كانت الرياضة في الصين تعني في الماضي مجرد تمارين بدنية أساسية. أما اليوم، فقد أصبح الناس قادرين على الوصول إلى المزيد من الخيارات والمرافق الرياضية، وأصبحت المشاركة المنتظمة في الأنشطة الرياضية جزءا من حياتهم.