موقع متخصص بالشؤون الصينية

تغير موقف الشباب تجاه الطعام يعكس تطور الصين

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
قطع الشعب الصيني شوطا طويلا في ضمان أمنه الغذائي على مدى 75 عاما منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

يقول المثل الصيني القديم: “الطعام هو الحاجة الأولى للإنسان”، إلا أنه وبمرور السنين، تغير موقف الشعب الصيني من الطعام بشكل كبير، وخاصة بين الشباب.

ومع التركيز بشكل أكبر على القيمة العاطفية للطعام والحفاظ على أنظمة غذائية صحية، فإن تطور فهم الشباب الصيني للطعام يعكس تطور البلاد.

— أنظمة غذائية صحية

يانغ مينغ، الذي جاء من بلدية تيانجين بشمالي الصين، هو المالك من الجيل الرابع لمتجر حلويات تقليدي كان غير ناجح في السابق إلا أنه عاد إلى الحياة حاليا.

عندما تولى إدارة المتجر خلفا لوالده قبل تسع سنوات، كان يعلم أن عليه جذب اهتمام العملاء الأصغر سنا لإحداث تغيير إيجابي. ومن بين الأشياء التي قام بها لتحقيق هذه الغاية خفض كميات الزيت والسكر التي تدخل في صناعة المعجنات في المتجر بنسبة تزيد عن 30 بالمائة، مع الاحتفاظ بنكهتها الكاملة.

لاقت هذه الخطوة الطلب المتزايد من جانب العملاء على المنتجات الصحية، وحظيت بقبول إيجابي في السوق. وبفضل هذا التغيير وغيره من التغييرات التي تم تنفيذها لتلبية احتياجات العملاء الأصغر سنا، تضم أعمال يانغ الآن أكثر من 40 فرعا ولديها 5 ملايين متابع على الإنترنت، أكثر من ثلاثة أرباعهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما.

أثمر سعي الناس إلى اتباع أنظمة غذائية أكثر صحة إلى تغيير المشهد في السوق الحضرية ببطء، الأمر الذي يمكن رؤيته بوضوح في المناطق التي كان السكان يعتمدون فيها بشكل كبير على زيت الطهي والملح في طعامهم.

وبالانتقال إلى راية هينغغان في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين، يمكن الآن رؤية كميات متزايدة من الفواكه والخضروات إلى جانب الأطعمة التقليدية مثل لحم الضأن المطهي والمعكرونة المقلية على طاولات البدو.

ولمواجهة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية المرتبطة بالعادات الغذائية التقليدية، شجعت الحكومة المحلية السكان على زراعة المزيد من الفواكه والخضروات، ووزعت أواني زيت خاصة وملاعق ملح لمساعدة الناس على الحد من الكميات التي يضيفونها إلى طعامهم.

ويتماشى هذا التحول في عادات الأكل مع الملاحظات الواردة في تقرير تنمية القطاع الزراعي في الصين لعام 2024، الذي صدر في وقت سابق من العام الجاري، حيث أشار إلى الترقية المستمرة لهيكل استهلاك الغذاء لدى السكان الصينيين، والذي لم يعد يركز فقط على الأطعمة الأساسية. والآن، أصبحت الحبوب واللحوم والفواكه والخضروات والأسماك تشكل جزءا بارزا من هيكل الاستهلاك هذا.

— القيمة العاطفية

بالنسبة للعديد من الشباب الصينيين، أصبح تناول الطعام أيضا بمثابة إضافة قيمة عاطفية إلى الحياة. وعلى حد تعبير أحد الشباب الذين تحدثوا إلى وكالة أنباء شينخوا: “إن تناول الطعام والشراب يشبه تدليك روحك”.

يبدو هذا الموقف تجاه الطعام واضحاً على الإنترنت، حيث يستخدم المستهلكون الشباب المصطلحات العامية المرتبطة بالطعام والوسوم على وسائل التواصل الاجتماعي لعرض شخصياتهم، واختيار الأطعمة التي تناسب أذواقهم وقيمهم.

ونتيجة لذلك، أصبحت ألقاب مثل “أدمغة الماتشا” لمحبي الماتشا، و”مراقب الطعام المجهري” لأولئك الذين يفحصون دائما قوائم المكونات، أصبحت حاليا ألقابا شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى ضوء ذلك، تستغل شركات الأغذية والمشروبات هذا الاتجاه. فوفقا لتقرير أعدته شركة “بي دبليو سي” ورابطة سلاسل المتاجر والامتيازات التجارية في الصين، أصبحت هذه الشركات حاليا أكثر تركيزا على توفير القيمة العاطفية لعملائها الشباب.

فعلى سبيل المثال، يمكن رؤية المطاعم ذات السلاسل الشعبية وهي تعرض وجبات مخفضة في أيام العمل تحت مسمى “وجبات العمال” لجذب انتباه العمال الشباب. وفي ضوء الشعبية المتزايدة للمعابد بين الشباب، تقوم بعض الشركات بلصق رسائل مثل “أصبح ثريا بين عشية وضحاها” على منتجاتها لجذب رواد المعابد الشباب الباحثين عن الحظ السعيد.

وبالنسبة لـ يانغ مينغ ومتجره للحلويات، كان التكيف مع هذا التحول في السوق أمرا طبيعيا، وبينما لا يزال يقدم الوجبات الخفيفة الموسمية التقليدية، فقد تبنى الحماس للثقافة التقليدية بين الشباب الصينيين وصمم عددا من أغلفة المنتجات التي تدمج الثقافة التقليدية مع العناصر الحديثة، ما أكسبه المزيد من الشعبية بين العملاء.

وقال يانغ: “لا تعتبر المعجنات التقليدية مصدرا يوميا للغذاء فحسب، بل حاملا هاما للثقافة الصينية ورمزا للمشاعر الروحية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.