الصين الجديدة 75 عاما من الإعجاز والإبهار والإدهاش
موقع الصين بعيون عربية – أسامة مختار – بكين:
مِيلادُ دولة
————————
أعلنَ مَاو تسِي دونغ عن تأسيس جُمهورية الصين الشَعبية والحُكومة الشعبية المركزية وميلاد الصين الجديدة في أكتوبر عام 1949 ،وتمضي الأعوام وتتقدمُ الصين إلى الأمام بخُطى ثابتة، العالم كلُّه يتَجِهُ شرقا وينظرُ باهتمام إلى عِملاق الشرق الذي نًهض وبقوة، وفي هذا العام تحتفل الصين بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسها، وبالتأكيد خلال هذه العقود الماضية، حققت الصين إنجازات تنموية مُبهِرة، على مدار الـ 75 عاما الماضية وكانَ لها تأثير على العالم أجمَع. لاسيما وأنَّ الصين بلد شاسع واسع يمتاز بكثافة سكانِه ومساحته الواسعة حيث يأتي في المَرتبة الأولى في عدد السكان والثالثة من حيث المساحة عالميا.
بناءُ عالم جديد
————————
وُلدت الصين الجديدة بعد ثورات مُتعددة من حُكم الإمبراطوريات وحروب الأفيون والأطماع الاستعمارية اليابانية والغربية إلى أن انتهت بإعلان ميلاد وتأسيس الصين الجديدة ،ونص دُستُورُها على اتخاذِ المبادئ الاشتراكية والديمقراطية الشعبية كمبدأ أساسي وحددَّ نظام الدولة ونظام الحكومة المُناسِبَين للظروف الخاصة بالصين إضافة إلى تحديد الحقوق والواجبات الأساسية للمواطنين.
لا يأتي الجديد إلا بعد استبدال القديم. وبناء الصين الجديدة عملية ارتبطت بشكل وثيق ببناء مجتمع جديد. ولن يُصبحَ أساسا لجمهورية الشعبية متينا إلا من خلال تطهير المجتمع القديم، وبالفعل بدأ صُنع عَالم جديد.
في شهر يونيو عام 1950، عُقدتِ الدورةُ الكاملة الثالثة للجنة المركزية السابعة للحزب الشيوعي الصيني، التي أوصت بالعمل على تحقيق تحسين نوعي للوضع المالي والاقتصادي في البلاد خلال ثلاث سنوات. فبدأت جُهود شاملة لاستعادة عافية الاقتصاد الوطني، مركزة على الإصلاح الزراعي، لكلِّ فلاح أرضُه الخاصة ،كانَ هذا هو حُلم الفلاحين الصينيين عبر الأجيال، وتم إلغاءُ نظام الأراضي الإقطاعي للمجتمع القديم .
سياسةُ الإصلاح والانفتاح
————————
تُعَدُ الاشتراكية ذاتُ الخَصائص الصينية موضوعا رئيسيا لممارسات الحزب منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح عام1978م، وإنجازًا أساسيًا حققَه الحزبُ والشعبُ بتكلفة هائلة عبرَ التغلُب على العديد من المصاعب.
أثارت سياسة الإصلاح والانفتاح حماس مئاتِ الملايين من جماهير الشعب، ودفعتْ بتحرير وتطوير القوى المنتجة الاجتماعية بشكل ملحوظ، وجعلت الصين تُواكب العصر بخُطوات واسعة. لم يأت هذا التحول بتغيرات عميقة على الصين فحسب، بل بتأثيرات كبيرة على العالم.
تُبرهن المُمارساتُ على أن سياسة َالإصلاح والانفتاح “سلاح سحري مهم” في أيدي الحزب والشعب لمواكبة تطور العصر، وطريق لا مَفر منه لتنمية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والالتزام بها، وخُطوة حاسمة لتحديد مَصير الصين المعاصرة، وخُطوة حاسمة لتحقيق أهداف النهضة العظيمة للأمة الصينية والمئويتين “أى مئوية الحزب ومئوية الدولة .
ناضل الصينيون من أجل إيجاد طريق مناسب وظروف وطنية للصين فالملكية الدستورية ، وإعادة النظام الامبراطوري ، والنظام البرلماني ، والنظام متعدد الأحزاب ، والنظام الرئاسي، تم التفكير فيها وتجريبها جميعًا، ولم ينجح أي من هذه النتائج، واختارت الصين في نهاية المطاف الطريق الاشتراكي.
بعد الإصلاح والانفتاح ، وتحت قيادة دنغ شياو بينغ، تشكلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية من منظور الظروف الوطنية للصين ومتطلبات العصر. حيث اتضح أن الالتزام بمسار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو الطريق الذي يتعين السير فيه لإحياء الحُلم.
جاء ذلك الطريق من تَوارُثِ حضارة الأمة الصينية التي يعود تاريخُها إلى 5000 عام، ومن الاستكشاف المستمر لـ 75 عامًا من الصين الجديدة. إنَّه نَتاج الممارسة العظيمة المتمثلة في أكثر من 40 عامًا من الإصلاح والانفتاح.
الحزبُ العِملاق
————————
تأسس الحزب الشيوعي الصيني في عام 1921م أى منذُ أكثر من 100عام ، وتولى السُلطة لـ75 عاما، وقد نمَا من حزب صغير إلى أكبرِ حزب حاكم في العالم بعُضوية تَقتربُ من 100 مليون عُضو في الحزب وأكثر من 5 مليون منظمة قاعدية للحزب.
من الثورة، إلى بناء الاشتراكية؛ من الإصلاح والانفتاح إلى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. على طول الطريق ظلَّ الحزب الشيوعي الصيني يقودُ ويعملُ من أجل سعادة الشعب والنهضة العظيمة للامة الصينية. إنَّ قيادة هذا الحزب العملاق لبلاده بمثابة تغيير كبير غير مسبوق في تاريخ الأمة الصينية.
خُضرةُ الريف – محاربةُ الفَقر – والقَضاءُ على التَلوث
————————
75 عامًا من الكفاح الشاق، واجتياز عواصف هائلة، كافح قادةُ الصين وأعلنَها الرئيسُ الصيني شي جين بينغ قائلا: لنبذل الجُهود سعيا إلى بناء دولة اشتراكية حديثة، قوية، مُزدهرة، ديمقراطية، مُتحضرة، مُتناغمة وجميلة! باتخاذ تدابيرَ هادفة لمساعدة الفقراء والمناطق الفقيرة .
طُرِحَ في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني التغلب على المعارك الحاسمة الثلاث وهي الوقاية من المخاطر الكبرى وإزالتها، وهي مراقبة وإدارة انبعاثات الملوثات وحماية البيئة الإيكولوجية ومكافحة التلوث ، والتخلص من الفقر من خلال تدابير هادفة ودقيقة. وأكدَّ أنَّ القضاء على الفقر، وتحقيق الرخاء المشترك، وتخليص جميع الفقراء من الفقر، والتقدم نحو مجتمع رغيد الحياة، والتمتع المشترك بثمار تنمية الوطن الأم هي المتطلبات الأساسية للاشتراكية والهدف الثابت للحزب الشيوعي الصيني.
يشهد العالم تغييرا لا مثيل له منذ 100سنة، بينما تمرُ الصين بمرحلة التحول الحاسمة من دولة كبيرة إلى قوية ،كم هم حريصون على هذا اللون الأخضر الثمين الذي يكسو أراضيهم ، كما تتعالى في المدن الصينية، ناطحات السحاب بينما تكسو أراضي الصين الخضرة، إنَّه وطن جميل فيه تَكمُنُ رؤية جبال خضراء ومياه نقية وحبُّ الناس العميق لمدنِهم وبلداتِهم وقراهم.
الشعبُ الصيني أساسُ النهضة
————————
تُمثِلُ الطبيعة الأساسية لهذا التغيير في إنشاء نظام اجتماعي جديد باعتبار الشعب سيدا للدولة. تبذلُ الصين الجديدة كلَّ شيء من أجل الشعب وبالاعتماد عليه ، ويتقاسم الشعب ثمار هذا الجهد، وتعد رغبة الناس في حياة أفضل فرصة للتألق يحدوهم الحلم الصيني في ظل بنية تحتية متينة واقتصاد رقمي وطاقة نظيفة ، وتحديث صيني النمط وبلد يعمل عبر طريق الحرير مع دول العالم لبناء مستقبل مشترك للبشرية هذه هي الروح الصينية ، التي تدعم أصدقاءها في النهوض من الكوارث والنكسات مرارًا وتكرارًا ، وتمضي قدمًا في رحلة السعي نحو الحلم .
بكل تأكيد شكَّل الشعب الصيني المجتهد والشجاع العمود الفقري لنمو الأمة الصينية وتطورها. إنَّهم مبدعو الأساطير المعاصرة ومصدر النهضة العظيمة للأمة الصينية فمنذ تأسيس الصين الجديدة أظهرت النهضة العظيمة للأمة الصينية آفاقًا مشرقة. لقد فاقت الصين كلَّ الدول الأوربية والآسيوية التي سبقتها وحققت معدلات تنموية لا تتزعزع رغم الأزمات.
التطلع لمستقبل أجمل
————————
أصبحت الصين أكثر تنوعا بفضل العالم، وأصبح العالم أكثر تلونا بفضل الصين، يحتاج العالم إلى الصين ، لقد كسبت الصين، وكسب العالم ، تُعَدُ الصين اليوم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما أنَّها أكبرُ بلد في مجال التصنيع، وأكبرُ بلد من حيثُ تجارة السلع، وأكبرُ بلد يمتلك احتياطيات النقد الأجنبي. إنَّ تعاون كثير من الدُول خاصة الآسيوية والأفريقية مع الصين هو القاطرة”، كما أنَّه مُحركٌ رئيس للنمو الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بل والعالم أجمع.
ورغم مرور السنوات الطوال على تأسيس جمهورية الصين الشعبية ما زال الناس يتذكرون أولئك الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية أمن وسلامة واستقرار شعب بلادهم وكلُّ صيني مولود في عهد الرخاء محظوظ بما يَكفي لمُشاهدة هذه الإنجازات التاريخية وتجربة هذه التغييرات التاريخية.
تعد رغبة الناس في حياة أفضل ورغبتهم في الحصول على فرصة للتألق في الحياة أهم مكونات الحلم الصيني في ظل بنية تحتية متينة واقتصاد رقمي و طاقة نظيفة، وتحديث صيني النمط وبلد يعمل عبر طريق الحرير لبناء مستقبل مشترك للبشرية، وبعد 25عاما و بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس جُمهورية الصين الشعبية، ستحتضن أرضها الشاسعة مشهداً أكثر روعة!