رحلة رائعة لـ”الوافدة الجديدة” تشنغ في نهائيات محترفات التنس بالرياض
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
في حفل تتويج بطولة نهائيات رابطة محترفات التنس، وقفت تشنغ تشين ون خلف البطلة كوكو غوف التي كانت تحمل الكأس، ومدت يدها للإمساك بالقصاصات الذهبية المتطايرة في الهواء، وكأنها تحاول التشبث بفرصة الفوز التي أفلتت منها للتو في المباراة.
في مساء السبت، وخلال مشاركتها الأولى في هذه البطولة، قاتلت تشنغ بشجاعة لمدة 3 ساعات و4 دقائق في المباراة النهائية، وعلى الرغم من فوزها بالمجموعة الأولى، فإن غوف تمكنت من قلب الطاولة بالفوز في المجموعتين التاليتين، مما حرم تشنغ من إحراز اللقب.
وفي المجموعة النهائية، كانت تشنغ تتقدم بنتيجة 5-3، وبفارق نقطتين فقط عن الفوز بالبطولة. وفي المؤتمر الصحفي بعد المباراة، لم تستطع إخفاء خيبة أملها وقالت إن “الهزيمة كانت مؤلمة بالنسبة لي، لكن أعتقد أنه من الأفضل أن أنسى هذه المباراة وأمضي قدما في خطوتي المقبلة”.
ورغم عدم فوزها بالبطولة، إلا أن تشنغ، البالغة من العمر 22 عاما، صنعت تاريخا جديدا، فهي أصغر لاعبة فردية تصل إلى النهائي في أول ظهور لها في بطولة نهائيات محترفات التنس منذ بيترا كفيتوفا في عام 2011، وحققت أفضل أداء فردي للاعبة آسيوية في هذه البطولة مثل إنجاز لي نا في 2013.
وقبل ثمانية أيام، قالت تشنغ في مؤتمر صحفي قبل البطولة، “أريد فقط أن ألعب التنس من أجل المتعة وأستمتع بالتنس هنا”. وبفضل هذا التوجه الخفيف، تمكنت من الوصول إلى النهائي في ظهورها الأول في البطولة.
وبعد فوزها في نصف النهائي، قالت “لدي شعور خاص جدا لأن هذه هي أول مرة لي في بطولة نهائيات محترفات التنس، وأنا الآن في النهائي. هذا أمر لا يصدق حقا”.
ولم يتوقع الكثير من المشجعين أن تصل تشنغ إلى النهائي في ظهورها الأول.
ومن بين هؤلاء تشانغ سي تشي، التي تعمل في الرياض وتعد من عشاق التنس، وكانت قد اشترت تذاكر لمباريات المجموعات ونصف النهائي فقط في البداية.
وقالت تشانغ “بعد مشاهدة نصف النهائي، قررت وزملائي شراء تذاكر المباراة النهائية فورا، ولم أكن أتوقع أن تصل تشين ون إلى النهائي في مشاركتها الأولى، وكصينيين في السعودية كان علينا أن نأتي ونشجعها”.
ومنذ المباراة الأولى، تواجد عدد كبير من المشجعين الصينيين في كل مباراة لتشنغ، يلوحون بالأعلام الصينية ويهتفون لدعمها باللغة الصينية، وأشادت تشنغ بهذه الأجواء قائلة “لقد جعلوا الملعب مفعما بهتافات التشجيع الصينية. لم أتوقع ذلك على الإطلاق”.
وإلى جانب عدد كبير من الصينيين المقيمين في السعودية، حضر أيضا مشجعون من الصين خصيصا لدعم تشنغ.
فقد سافر لي تشينغ من شنتشن لمتابعة جميع مباريات تشنغ، وقال “كانت مباراتا المجموعات الأخيرتان ونصف النهائي رائعة، بجودة عالية في التسديدات، وسجلت 9 إرسالات ساحقة في نصف النهائي. كان ذلك مذهلا”.
ومن بين المشجعين أيضا ياو شين، الذي سافر من شانغهاي لمشاهدة المباريات، وكان يهتف بحماس لتشنغ في المباراة النهائية.
وقال “كنت عاطفيا جدا طوال المباراة. خلال اللحظات الحرجة وعندما كانت النتيجة متقاربة، أردت أن أهتف لها وأظهر لها أن هناك مواطنين صينيين يدعمونها”.
وبعد كل مباراة، كانت تشنغ تشكر دائما المشجعين الصينيين باللغة الصينية، وقالت بعد النهائي، “كان الجمهور اليوم متحمسا للغاية. وسمعت تشجيع المشجعين الصينيين لي. شكرا لكل من دعمني هنا ولكل من يدعمني من بعيد”.
إلى جانب تواصلها مع المشجعين الصينيين، كانت لدى تشنغ قصة مع مدينة الرياض، فقد كانت هذه أول مرة تشارك فيها في البطولة، وكانت هذه أول مرة تستضيف فيها الرياض هذا الحدث، مما جذب العديد من السعوديين لحضور المباريات.
وأصبحت دانة، وهي فتاة سعودية، من معجبي تشنغ بعد مشاهدة مباراتها الأولى، وقالت “كنت أشجعها للفوز بالبطولة. إنها هادئة وواثقة للغاية وتتحكم بمشاعرها بشكل جيد ولم أر ذلك في اللاعبات الأخريات. وأتمنى أن تفوز باللقب العام المقبل. سأظل أشجعها”.
ولم تكن دانة من محبي التنس قبل البطولة، لكنها قررت التسجيل في دروس التنس بعد هذه التجربة.
وقالت تشنغ بعد النهائي “إذا تمكن المزيد من الناس من حب التنس بسببي، فقد يكون هذا هو السبب النهائي لوجودي في الملعب”.
وبعد النهائي، وصفت تشنغ موسمها لعام 2024 بثلاث كلمات “مشوق”، “مثير”، و”غير متوقع”.
وعلى الرغم من أنها أخفقت في الفوز بالبطولة، إلا أنها رأت “الكثير من الأشياء الإيجابية” وتعتقد أن “المرة القادمة قد تكون أفضل”.
وعلى الرغم من أن رحلة “الوافدة الجديدة” تشنغ في البطولة في الرياض لم تنته بالنهاية المثالية، إلا أنه، بعمر 22 عاما، هناك العديد من الرحلات الرائعة القادمة في انتظارها.