مقالة خاصة: الصداقة الصينية-البرازيلية تتجسد في أنغام أغنيتين وطنيتين
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
“نهر عظيم ذو أمواج واسعة، تهب الرياح برائحة زهور الأرز على ضفتيه…” هكذا دوت الأغنية الوطنية الصينية “وطني الأم” في قصر ألفورادا، حيث استضاف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يوم الأربعاء مراسم استقبال كبيرة ودافئة للرئيس الصيني شي جين بينغ.
خلال المراسم، أدت مغنية برازيلية هذه الأغنية الصينية الشهيرة باللغة الصينية.
كُتبت هذه الأغنية في خمسينيات القرن الماضي بكلمات بسيطة لكنها قوية وشاعرية، لتعبر عن الحب العميق والولاء الكبير الذي يوليه الشعب الصيني لوطنه من خلال تصوير المناظر الطبيعية الجميلة ووحدة الشعب.
منذ تأليفها، انتشرت الأغنية بشكل واسع وأصبحت واحدة من أكثر الأغاني الوطنية الرمزية في الصين، حيث تُؤدى كثيرا في الاحتفالات والتجمعات والمناسبات الثقافية على الصعيد المحلي، وأصبحت أيضا رمزا مهما للتبادل الثقافي الصيني في الخارج.
وقال لولا خلال اجتماعه مع شي يوم الأربعاء: “قبل قليل، خلال مراسم الاستقبال، قمت بترتيب أداء الفنان البرازيلي للأغنية الصينية الشهيرة ‘وطني الأم’ كوسيلة لشكر الجانب الصيني على كرم الضيافة الذي تلقيته أثناء زيارتي للصين العام الماضي، وللتعبير عن الصداقة العميقة التي يكنها الشعب البرازيلي للشعب الصيني”.
وكانت هذه اللفتة بمثابة رد متبادل على حسن الضيافة، حيث قام الجانب الصيني خلال زيارة لولا للصين العام الماضي بعزف الأغنية البرازيلية “نوفو تيمبو”، والتي تعني “العهد الجديد” باللغة الإنجليزية، خلال مراسم الاستقبال.
إن الأغنية البرازيلية التي صدرت عام 1980، تعكس التفاؤل في ذلك الوقت وترمز إلى الأمل في مستقبل أفضل ومجتمع أكثر عدلا. وتتناول كلماتها التغلب على المصاعب ووعد ببداية جديدة، ما يجعلها مصدر إلهام للعديد من البرازيليين.
إن اختيار الأغنيتين، وكلاهما يحمل معاني عميقة في بلديهما، يبرز التفاهم المتبادل العميق بين البلدين، حيث يعترفان ويكرمان ما هو عزيز على قلوب كل منهما.
ووفقا لـ خوليو بانديرا، مؤلف الكتاب التاريخي “البرازيل في طريقها إلى الصين”، فإن الشعب البرازيلي لديه تاريخ طويل من حب الثقافة الصينية والقرب من الشعب الصيني.
وقال لولا خلال لقائه الرئيس شي إن البرازيل والصين صديقان حميمان يحترمان ويعتمدان على بعضهما البعض، مضيفا أن الصين هي الشريك الاستراتيجي الأهم للبرازيل، وأن الشعب الصيني هو أكثر الأصدقاء ثقة بالنسبة للشعب البرازيلي.
وتأتي زيارة شي للبرازيل، وهي الزيارة الخامسة له إلى هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، في وقت تحتفل فيه الدولتان بمرور خمسة عقود على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وكما قال شي بنفسه: “إن العلاقات بين الصين والبرازيل في أفضل حالاتها في التاريخ”.
وخلال الاجتماع الذي عقد بين رئيسي البلدين، قررت الصين والبرازيل الارتقاء بعلاقاتهما إلى مجتمع صيني-برازيلي ذي مستقبل مشترك من أجل عالم أكثر عدلا وكوكب أكثر استدامة. كما قرر الجانبان تعزيز التضافر بين استراتيجيات التنمية الخاصة بكل منهما.
وخلال الاجتماع، شدد شي على الروابط العميقة التي تم بناؤها على مدار نصف القرن الماضي، مشيرا إلى أن الجانبين وجدا طريقا صحيحا لتعامل الدول النامية الرئيسية مع بعضها البعض، وهو طريق قائم على الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، والصداقة.
وقال لولا إن زيارة شي أصبحت بالفعل علامة فارقة جديدة في تاريخ العلاقات البرازيلية-الصينية، ما فتح فصلا جديدا في بناء مجتمع مصير مشترك بين البرازيل والصين.