الانفتاح يبقى محرك الصين في الإصلاح والتنمية والابتكار
صحيفة الشعب الصينية:
بدأت الشركة الأمريكية المصنعة للسيارات الكهربائية تسلا في مايو 2024، بناء مصنعها الضخم الجديد في منطقة لينقانغ بمدينة شنغهاي. وقد استغرق الاتفاق من بدء التفاوض إلى التوقيع شهرا واحدا فقط، بما يعكس التحسّن الواضح لبيئة الأعمال في الصين.
وإلى جانب طرح جملة من التدابير والتسهيلات للمستثمرين الأجانب، تسارع الصين الآن في بناء 22 منطقة تجريبية للتجارة الحرة، من شأنها أن ترفع الانفتاح الصيني نحو مستويات جديدة، وتخلق بيئة أفضل لأعمال الشركات الأجنبية.
وتعبر التدابير والإجراءات التي تتخذها الصين في مجال الانفتاح، على قناعتها بأن الانفتاح يدفع نحو التقدم، بينما يجر الانغلاق إلى التخلف. وبالتوازي مع سياسات الانفتاح، تعزّز الصين في الوقت الحالي مسيرة الإصلاح والتنمية والابتكار، وتقدم مساهمتها في بناء اقتصاد عالمي منفتح.
من تنفيذ المعاملة الوطنية قبل التأسيس بالإضافة إلى نظام إدارة القائمة السلبية إلى بناء شبكة منطقة تجارة حرة عالمية عالية المستوى، وتشكيل نطاق أوسع ومجال أوسع ونمط انفتاح أعمق، فإن باب الانفتاح هو الانفتاح على نطاق أوسع وأوسع، وتنشيط التنمية في الصين. لقد تم تحقيق التنمية الاقتصادية في الصين على مدى الأربعين عاما الماضية في ظل ظروف منفتحة. وفي المستقبل، يجب على الاقتصاد الصيني أن يحقق تنمية عالية الجودة في ظل ظروف أكثر انفتاحا.
خلال 6 أيام فقط، وصل حجم عقود صفقات النوايا بمعرض الصين الدولي السادس للاستيراد 78.41 مليار دولار أمريكي. وبفضل منصّة هذا المعرض، صدرت أثيوبيا أكثر من 20 ألف طن من حبوب البن الخضراء إلى الصين العام الماضي. وفي السنوات الست التي تلت انعقاد معرض الصين الدولي للاستيراد، تم إدخال أكثر من 80 نوعا جديدا من الفاكهة. بما في ذلك البطيخ البرازيلي والكرز الباكستاني والجاك فروت الماليزي إلى السوق الصينية.
أما شركة أسترازينيكا، فاستثمرت هذا العام 475 مليون دولار أمريكي لبناء مصنع جديد للأدوية الجزيئية الصغيرة في منطقة ووشي بمقاطعة جيانغسو. كما قامت شركة فاليو ببناء “قاعدة إنتاج أنظمة الراحة والمساعدة في القيادة والبحث والتطوير” في منطقة جيادينغ بشانغهاي. وهي أمثلة تبرهن على السوق الصينية لا تزال تتمتع بجاذبية قوية بالنسبة للشركات الأجنبية. وأن ما يهمّ المستثمرين الأجانب في الصين ليس حجم السوق الضخم فحسب. بل وكذلك الإنتاجية الجديدة المدفوعة بالابتكار.
بصفتها ثاني أكبر اقتصاد عالمي، باتت الصين محركًا مهمًا للتنمية العالمية، بمعدل مساهمة في النمو يبلغ حوالي 30٪. كما أطلقت العنان لمزاياها الضخمة لتوفير مساحة أوسع لنمو التجارة والاستثمار العالميين. من جهة ثانية، توفر الصين في الوقت الحالي سلسلة الصناعة والتوريد الأكثر شمولاً والأعلى جود،. وتسهم في دفع العالم للانتقال نحو التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.
في 25 مايو من العام الجاري، غادر القطار الصيني-الأوروبي “أكس 8157” محطة ميناء شيآن الدولي ووصل إلى بلدة مالاسزيويتش الحدودية في بولندا بعد أكثر من عشرة أيام. قبل ذلك، تم تشغيل حوالي 90 ألف قطار بين الصين وأوروبا، بمسافة إجمالية تجاوزت 700 مليون كيلومتر. ويذكر أن شبكة القطارات التجارية، تربط في الوقت الحالي الصين بـ 25 دولة أوروبية و11 دولة آسيوية.
وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، تزايدت المبادلات التجارية بين الصين وأفريقيا، مما عاد بالمنفعة على الشعوب. على سبيل المثال، أسهم دخول الأفوكادو الكيني الطازج إلى السوق الصينية، في استفادة آلاف المزارعين المحليين. واستفاد الحرفيون الأفغان من تصدير منسوجاتهم نحو السوق الصينية لزيادة دخلهم. وقد تم استخدام تكنولوجيا جيونتساو الزراعية في أكثر من 100 دولة ومنطقة، مما يوفر عشرات آلاف فرصة عمل خضراء. وقد تنبأ المؤرخ البريطاني بيتر فرانكوبان في كتابه “طريق الحرير: تاريخ عالمي جديد” بأن طريق الحرير الذي شكّل العالم قديما، سيشكل العالم من جديد.
من خلال توسيع المصالح المشتركة وزيادة نطاق الانفتاح والالتزام بالتعاون وتقاسم الفرص، ظلّت الصين دائمًا رائدة للانفتاح العالمي، ومصدرًا مستقرًا لنمو الاقتصادي العالمي. وستواصل الصين في المستقبل العمل قدما لضخ المزيد من الحيوية في التنمية العالمية.