خبيرة في الصناعة: الصين مهمة للغاية لسلاسل توريد عالمية مستدامة
قالت خبيرة هنا إن المصنعين الصينيين الذين يشكلون أكثر من ربع الإنتاج الصناعي العالمي يمكن أن يلعبوا دورا حيويا في إنشاء سلسلة توريد عالمية مستدامة.
واستحوذت الصين على 31 بالمئة من الإنتاج الصناعي العالمي في عام 2022، حسبما قالت كيفا ألغود، رئيسة مركز التصنيع المتقدم وسلاسل التوريد، في مقابلة مع ((شينخوا))، نقلا عن إحصاءات الأمم المتحدة.
وقالت في المقابلة التي جرت على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي إن السعي إلى إجراء تحولات مستدامة واعتماد تقنيات تركز على الناس عبر قطاع التصنيع في الصين يمكن أن يكون له تأثير كبير على سلسلة التوريد العالمية لأن مثل هذه الجهود تؤدي الى تعزيز الكفاءة والتقدم باتجاه تحقيق هدف صفر انبعاثات وإقامة شراكات مبتكرة.
وذكرت أولغود أن الإطار الاستراتيجي الصيني”1 + إن” يقود التزام الصين بالحياد الكربوني الوطني ودمج الاستدامة في اقتصادها بأكمله، مضيفة أن الصين بصفتها قائدا عالميا في تقنيات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية والبطاريات حققت قفزات كبيرة على صعيد خفض التكاليف وتعزيز عملية التحول العالمي للطاقة النظيفة.
وأشارت إلى أن هذا التحول يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويعزز سلاسل التوريد المستدامة، موضحة أن الصين بصفتها منتجا ومصدرا رئيسيا تعمل على تعزيز مرونة سلسلة التوريد العالمية من خلال مواءمة معايير الاستدامة المحلية مع المعايير العالمية، وتعزيز التحول الأخضر في التصنيع وسلاسل التوريد، لافتة إلى انضمام 22 مصنعا مؤخرا إلى شبكة المنارات العالمية، وهي مبادرة للمنتدى الاقتصادي العالمي تعزز ممارسات التصنيع المتقدمة.
وقالت “أكثر من نصف أحدث موجة من المنارات توجد في الصين، مثل جميع منارات الاستدامة الثلاثة، ما يؤكد الالتزام القوي بالتحول الصناعي المستدام بين الشركات الصينية”.
وأضافت ألغود أن هذه المنارات تعد في طليعة التحول الرقمي، حيث تستفيد من تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات لزيادة الإنتاجية وتعزيز الاستدامة وتطوير القوى العاملة.
وأكدت أن الاتجاهات الجيوسياسية والتكنولوجية والبيئية الكبرى تعيد تشكيل سلاسل التوريد العالمية وتقدم تحديات وفرصا. ومن بين هذه التحديات الحاجة الملحة لتسريع اعتماد التقنيات المتقدمة عبر الشركات من جميع الأحجام لتحسين الكفاءة وتقليل الانبعاثات والتخفيف من الاضطرابات.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي نقص العمالة والفجوات في المهارات إلى زيادة الطلب على استراتيجيات مبتكرة لجذب المواهب والاحتفاظ بها وصقل مهاراتها، لا سيما من خلال إشراك المجموعات الممثلة تمثيلا ناقصا والجيل القادم من محترفي التصنيع.
ووصفت ألغود سلسلة التوريد العالمية المستقرة والصحية بأنها “مبتكرة ومرنة ومستدامة وتركز على الأشخاص”.
وقالت “الناس هم في صميم هذا الاستقرار والمرونة”، مشددة على أهمية الاستثمار في قوة عاملة ماهرة وملتزمة للحفاظ على سلاسل توريد قوية.
وتعد سلسلة التوريد العالمية المستقرة أمرا بالغ الأهمية للتجارة الدولية لأنها تضمن التدفقات التجارية السلسة وخلق فرص العمل والاستقرار الاقتصادي والاستدامة مع تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الاضطرابات. كما أنها تعزز الابتكار وتبني الثقة بين الشركاء التجاريين، ما يسهم في اقتصاد عالمي أكثر تكاملا وازدهارا.
وفي استشرافها للمستقبل، تصورت ألغود سلسلة توريد عالمية مستقبلية مدفوعة بشكل متزايد بالتكامل التكنولوجي والاستدامة والمرونة والتعاون.
وأشارت إلى أنه من خلال تبني التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، يمكن للمصنعين بناء المرونة ضد الصدمات، وتعزيز الشفافية وإمكانية التتبع، وتنفيذ برامج القوى العاملة المبتكرة، ودفع التحول المستدام.