الصين تطلق أكبر كوكبة تجارية للأقمار الصناعية الرادارية
أعلنت شركة “بيسات” الصينية، المتخصصة في تصنيع الأقمار الصناعية ومقرها بكين، يوم الاثنين الماضي عن بدأ التشغيل الشامل للكوكبة التجارية الصينية للأقمار الصناعية الرادارية للاستشعار عن بعد والمكونة من 12 قمرا صناعيا.
جاء هذا الإعلان بعد ضبط أربعة أقمار صناعية من طراز بيسات-2 ، تم إطلاقها في مدار متزامن مع الشمس يبلغ طوله 528 كيلومترا الأسبوع الماضي. ونجحت هذه الأقمار في نقل صور وبيانات عالية الدقة إلى الأرض، لتنضم إلى ثمانية أقمار صناعية أخرى كانت قد أُطلقت سابقا، مما أسفر عن تشكيل كوكبة “نوا”، وهي أكبر كوكبة تجارية صينية للأقمار الصناعية الرادارية للاستشعار عن بعد، والتي سميت على اسم الإلهة الصينية المعروفة بأنها “خالقة البشرية”.
تتكون “نوا” من ثلاث مجموعات في المدار. تشكل المجموعة الأولى تكوينا يشبه العجلة، حيث يعمل القمر الصناعي الرئيسي كـ”محور” محاط بثلاثة أقمار صناعية مساعدة موزعة بالتساوي. وتم إطلاق المجموعتين الثانية والثالثة خلال الشهرين الماضيين وهما منظمتان في تشكيلات مكونة من أربعة أقمار صناعية، تعمل في مدار مشترك وتشبه العجلات.
توفر الكوكبة الآن تغطية عالمية شاملة، بما في ذلك المناطق القطبية والاستوائية، مع إمكانية الرؤية من خلال السحب والأمطار، مما يتيح مراقبة الأرض بصورة مستمرة في جميع الأحوال الجوية بدقة تصوير تصل إلى متر واحد.
قال وانغ يو شيانغ، رئيس شركة “بيسات”: “توفر الأقمار الصناعية استشعارا عن بعد فوري الرؤية، مع استجابة سريعة وقدرات مراقبة ذكية ومرنة”، وأضاف أن الأمر يستغرق أقل من 20 دقيقة لنقل البيانات من القيادة إلى قاعدة الاستقبال الأرضي.
يمكن لتقنية رادار الفتحة التركيبية (SAR) المتداخلية المستخدمة في الأقمار الصناعية التقاط صورتين لنفس الموقع عن طريق ارتداد إشارات الرادار عن سطح الأرض في أوقات مختلفة. ومن خلال تداخل الصور مع بعضها البعض، فإنها تنتج خرائط تسمى مخططات التداخل، والتي تكشف عن إزاحة سطح الأرض بين الفترتين الزمنيتين.
ومن المتوقع أن تنمو الكوكبة بحلول عام 2025 لتضم 20 قمرا صناعيا على الأقل لتقليل فترة إعادة الزيارة اليومية إلى ساعة واحدة.
كما تم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة تحليل الصور، مما يتيح المراقبة في الوقت الفعلي للتشوهات على نطاق المليمتر في أجسام مثل السدود والانهيارات الأرضية ومنافذ الصرف.
في يوليو من هذا العام، قدمت أقمار شركة “بيسات” الأربعة التي كانت في المدار آنذاك صورا وبيانات رادارية لدعم جهود الإنقاذ بعد الخرق الذي وقع في سد على بحيرة دونغتينغ، ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في الصين.
وعقب حادث الخرق في 5 يوليو، نفذت الأقمار الصناعية أربع جولات من المراقبة عالية التردد في الفترة من 7 إلى 11 يوليو. قال هوانغ جين هاي، نائب رئيس شركة “بيسات”: “لقد أثبت الأقمار الرادارية قدرتها على العمل في الأحوال الجوية السيئة والتقاط البيانات الهامة في اللحظات الحاسمة”.
في المستقبل، يهدف مشروع نوا إلى إنشاء منصة مترابطة مع 114 قمرا صناعيا لتشكيل كوكبة هجينة من رادار الفتحة التركيبية.
وقال وانغ إن الكوكبة الحالية يمكن أن توفر دعما بالبيانات والصور لمجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك التعامل مع كوارث الفيضانات ومراقبة الحفاظ على المياه وسلامة البناء والمراقبة الزراعية ومراقبة المحيطات.