كوبا .. بوابة الصين إلى الكاريبي
إذاعة هولندا العالمية ـ
إيريس مير وأنا روزاليس:
تعتبر كوبا أهم الشركاء التجاريين للصين في منطقة الكاريبي، التي تخضع عموماً للنفوذ الأمريكي. لكن النفوذ الاستراتيجي للولايات المتحدة في الكاريبي بدأ يتراجع تدريجياً أمام القوى الاقتصادية الصاعدة وخاصة الصين. ويرى العملاق الآسيوي في علاقته الجيدة مع كوبا مدخلاً مهماً لتعزيز موقعه في المنطقة.
يقوم الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بجولة آسيوية بدأها من بكين، وسيزور أيضا فيتنام، أحد البلدان الشيوعية القليلة المتبقية. هذه هي أول زيارة لكاسترو إلى الصين، وسيوقع خلالها اتفاقات ثنائية بهدف المساهمة في إصلاح الاقتصاد الكوبي.
أرباح لكل الأطراف
ويرى الخبراء أنه إذا كانت كوبا مستعدة لاستقبال مستثمرين أجانب، فسيصب هذا في مصلحة الطرفين، وخاصة في قطاعات الزراعة والطاقة والسياحة. بالنسبة للصين ستكون الاتفاقيات مع كوبا نصرا إستراتيجيا لتعزيز نفوذها في منطقة الكاريبي.
يوضح السيد وو غيوبينغ، مدير معهد الدراسات الأمريكية اللاتينية في بكين، أنه يتم البحث الآن عن صيغة جديدة للتعاون تجعل جميع قطاعات المجتمع تستفيد من العلاقات التجارية بين الصين وكوبا.
ويقول السيد وو لإذاعة هولندا العالمية “لا تريد الصين فقط تصدير منتجاتها واستيراد المواد الأولية. علينا أيضا أن نستورد منتجات ذات قيمة عالية من أمريكا اللاتينية. نحن نبحث عن إمكانيات جديدة.”
هدف مشترك
ليست الايدولوجيا الشيوعية هي وحدها ما يجمع الصين وكوبا. فكلا البلدين يمران بمرحلة إصلاح اقتصاديي مع الاختلاف في المستوى. وكلا البلدين مضطران لتعديل النموذج الاشتراكي ليتلاءم مع مطالب عصر العولمة. لذلك فمن المهم للطرفين تفعيل التحالف الاستراتيجي بينهما في الاسواق العالمية.
تمتلك الصين فرصاً كبيرة للاستثمار في أمريكا اللاتينية، على سبيل الثمال في تطوير البنى التحتية. وهذا ما قد يجعل من كوبا ميناءً استراتيجيا. وتشكل الصين التي تنأى بنفسها عادة عن التدخل في القضايا الداخلية لبلدان الأخرى، قطباً مقابلا لتحقيق التوازن تجاه سياسة العقوبات الأمريكية. هذا يعني أن الصين ستركز على الاستثمار في القطاعات التي تضررت بسبب العقوبات، مما يقوي الوضع الاقليمي لكوبا.
يقول وو إن الأمر ليس مجرد مصالح اقتصادية، بل الأهم هو الإمكانيات التي تتيحها العلاقات مع البلدان المختلفة. “نحن نعيش في زمن العولمة. كل بلد يضع أولوياته بما يتناسب مع درجة التطور، بغرض تحسين وتعزيز العلاقات بين الدول.”
خلال زيارة أحد المسئولين الصينيين إلى هافانا العام الماضي، وضعت اللبنات الأولى لمشروع التمويل الصيني لعملية الإصلاح الاقتصادي في كوبا. شي جيبينغ، الذي يـُرجح أن يكون الرئيس القادم للصين، هو الذي صادق على منح القروض المعفاة من الفوائد، وإقامة مشاريع اقتصادية مشتركة في مجال الصناعات الالكترونية والاتصالات.
التوقعات في كوبا
تصاعدت التوقعات والتكهنات في كوبا حول النتائج المحتملة لزيارة الرئيس راؤول كاسترو إلى الصين وفيتنام. كذلك اثارت الزيارة فضول المعارضة الكوبية لمعرفة ما ستسفر عنه. يقول الناشط المعارض انطونيو روديليس:
“هذه ليست الزيارة الألوى لراؤول كاسترو إلى البلدان الآسيوية. قبل بضع سنوات قام بزيارة إلى تلك البلدان، وقد أحيت تلك الزيارة الأمل في حصول تغيرات عديدة داخل كوبا، وفق المثالين الفيتنامي والصيني.”
لكن روديليس وهو مدير منظمة “استوديوس دي ساتس” التي تسعى إلى تطوير الحوار السياسي في كوبا، ليس متفائلاً بنتائج زيارة كاسترو إلى أصدقائه الأسيويين “في ختام مؤتمر الحزب العام الماضي صدرت وثيقة بعنوان “الخطوط العامة” لكن عملياً لم يتم تطبيق أي شيء منها. تضمنت الوثيقة اتفاقاً على إجراء الإصلاحات، ولكن شيئاً لم يتغير في الوضع الاقتصادي في كوبا.”
لا يرى روديليس أي استعداد لدى القادة الكوبيين الحاليين، لإجراء تغييرات حقيقية. “لقد توقفت الاستثمارات في الخارج في معظم البلدان، ما عدا في فنزويلا حيث هناك تبادل تجاري مكثف بينها وبين كوبا.”