روبوتات صينية محاكية للبشر تسرع خطوات الابتكار والتحديث
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
تعد الروبوتات المحاكية للبشر مسارا رئيسيا لصناعات المستقبل وتتمتع بإمكانات سوقية ضخمة وآفاق واعدة للتنمية، حيث قامت الكثير من المناطق في الصين بدمج صناعة الروبوتات المحاكية للبشر في خططها التنموية الاستراتيجية وتسريع الاختراقات التكنولوجية وتعزيز الابتكار بهذه الصناعة.
وخلال الفترة الأخيرة، أكمل مركز ابتكار روبوتات الذكاء الاصطناعي المتجسد، أكمل التحديث التقني للروبوت المحاكي للبشر “تيانقونغ”، حيث نجح هذا الروبوت في الصعود إلى أعلى مكان في حديقة في حي تونغتشو ببكين أثناء اختباره في التضاريس الحقيقية في الهواء الطلق. وبهذا، أصبح “تيانقونغ” أول روبوت محاك للبشر في العالم يمكنه صعود درجات متعددة بشكل متواصل في الهواء الطلق.
وحقق هذا الروبوت “المشي الإدراكي” من خلال “الدماغ” المتجسد و”المخيخ” المتجسد، ويمكنه “رؤية” التضاريس أمامه بسرعة عالية جدا أثناء السفر وإنشاء تحليل دقيق للبيئة على الفور وضبط حركات الجسم بالكامل وأشكال الخطوات في الوقت الفعلي للاستجابة بحرية للتضاريس المختلفة.
وأدى تحديث قدرة “تيانقونغ” على التحكم في جسمه بالكامل، والتي يمنحها “المخيخ” له، إلى تحسين قدرته على الحركة بشكل كبير في مواجهة البيئات المعقدة، الأمر الذي وضع أساسا لروبوتات الذكاء الاصطناعي المتجسد لأداء المهام في البيئة الحقيقية وحتى إكسابها القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل تنفيذ الإنقاذ في الجبال والأراضي الثلجية وبين الأنقاض، مما يضع أساسا تقنيا متينا للتطبيق واسع النطاق.
ومن جانبها، أصدرت شركة “ديب روبوتيكس” الرائدة في الابتكار التكنولوجي لروبوتات الذكاء الاصطناعي المتجسد وتطبيقها، ومقرها مدينة هانغتشو بشرقي البلاد، الروبوت الآخر المحاكي للبشر “دي آر 01” الذي يمكنه بناء خرائط بيئية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة بسرعة وتحديد المواقع والملاحة بشكل مستقل وتجنب العوائق ديناميكيا، ويتسم بقدرات قوية على الاستقرار والتوازن.
وخلال شهر يناير الماضي، أطلقت الصين أول منشأة في البلاد مخصصة لتدريب الروبوتات المحاكية للبشر غير المتجانسة في بلدية شانغهاي بشرقي البلاد، حيث يمكنها استيعاب أكثر من 100 روبوت محاك للبشر للتدريب في آن واحد خلال مرحلتها الأولية.
وتغطي المنشأة أكثر من خمسة آلاف متر مربع وتقدم أكثر من عشرة سيناريوهات تدريبية متخصصة مثل اللحام وتصنيع منتجات الكمبيوتر والاتصالات والإلكترونيات الاستهلاكية واختبار السيارات.
وتهدف منشأة التدريب إلى أن تصبح منصة وطنية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتجسد وتعزيز نمو صناعة الروبوتات المحاكية للبشر في البلاد وتوفير زخم قوي للصناعات الاستراتيجية الناشئة وصناعات المستقبل.
وحققت صناعة الروبوتات المحاكية للبشر إنجازات بفضل اختراقات تكنولوجية وكذلك الدعم السياساتي.
وكانت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات قد أصدرت في عام 2023 مبدأ توجيهيا للتنمية المدفوعة بالابتكار للروبوتات المحاكية للبشر.
ويشير المبدأ التوجيهي إلى أنه في عام 2025، سيتم تشكيل نظام لابتكار الروبوتات المحاكية للبشر بشكل أولي وتحقيق اختراقات في مجموعة من التكنولوجيات الحاسمة مثل “الدماغ” و”المخيخ” و”الأطراف والأجسام”، فيما تلبي المنتجات بأكملها المستوى المتقدم دوليا ويتم إنتاجها على نطاق واسع.
وأضاف أنه خلال عام 2027، سيتم تحسين القدرة الابتكارية في مجال تكنولوجيات الروبوتات المحاكية للبشر بشكل كبير، وتشكيل نظام آمن وموثوق للسلسلة الصناعية وسلسلة التوريد وبناء بيئة صناعية ذات تنافسية دولية في الوقت الذي سيتم خلاله إتاحة سيناريوهات تطبيق أكثر وفرة ودمج المنتجات المعنية في الاقتصاد الحقيقي بعمق، لجعل هذه الصناعة محركا جديدا مهما للنمو الاقتصادي.
وفي هذا الصدد، أصدرت العديد من المناطق مثل بلديتي بكين وشانغهاي ومقاطعة تشجيانغ إجراءات داعمة لتجميع موارد ابتكارية بهدف الارتقاء بمستوى تنمية صناعة الروبوتات المحاكية للبشر.
وحسب تقديرات الصناعة، بلغ عدد شركات الروبوتات المحاكية للبشر في البلاد حوالي 100 شركة حتى نهاية العام الماضي، حيث أعلنت أكثر من 30 شركة منها عن بدء الإنتاج التجاري على نطاق واسع في العام الجاري.