ييوو “متجر العالم” تطلق جملة من الإصلاحات الجديدة في تجارتها الدولية

شبكة الحزام والطريق للتعاون الاخباري والإعلامي
داخل متجر “ييوو جينشانغ” للمستلزمات اليومية، تنهمك صاحبة المتجر تشانغ شيدان في تجهيز شحنة جديدة من أكواب القش المصنّعة للأطفال لإحدى عملائها من الشرق الأوسط. حيث حصلت تشانغ شيدان على المزيد من الطلبات بعد الردود الإيجابية من السوق. وتقول تشانغ شيدان إن شركتها تواكب التحولات المتسارعة في الوقت الحالي، وتطلق منتجًا أو اثنين أصليين على الأقل كل شهر. وتطرح سنويا ما يزيد عن ألف منتج جديد. كما تطوّر منتجاتها بما يتناسب مع خصائص الأسواق الأجنبية.

كريس، تاجر من لندن، يزور ييوو منذ عشر سنوات، وقال بأنه يأتي إلى ييوو كل عام لشراء أكثر من 100 حاوية من البضائع المختلفة. وذكر بأنه قد رأى خلال العام الحالي، العديد من المنتجات الجديدة، مبديا استعدادا لشراء المزيد.

تشتهر مدينة ييوو باسم “متجر العالم”، حيث تضمّ أكثر من 2.1 مليون نوع من السلع من شتى بقاع الأرض، مما يسهم في تنمية ما يزيد عن 2.1 مليون شركة صغيرة ومتوسطة الحجم، ويربط علاقات تجارية مع أكثر من 230 دولة ومنطقة. ويزور المدينة نحو 600 ألف تاجر أجنبي سنويًا. في حين يستقر فيها 28 ألف رجل أعمال أجنبي، وتضم أكثر من 650 ألف كيان تجاري جديد، بما في ذلك أنشطة التجارة الإلكترونية.

يذكر أنه في أواخر العام الماضي، قام مجلس الدولة بالمصادقة على “الخطة الشاملة لتعميق الإصلاح الشامل للتجارة الدولية في مدينة ييوو”، والتي تتضمن 97 إجراءً إصلاحيًا في خمسة مجالات رئيسية: تعميق إصلاح تجارة المشتريات السوقية، تسريع التكامل بين التجارة الداخلية والخارجية، تطوير نظام لوجستي تجاري حديث، تحسين نظام سوق العوامل، وتوفير بيئة أعمال عالمية المستوى. وتهدف هذه الخطة إلى دعم ييوو لفتح آفاق جديدة في الانفتاح المؤسسي، وتعزيز استراتيجيات “الشراء من العالم” و”البيع إلى العالم”.

ومن أبرز محاور الإصلاح لهيكل التجارة الدولية في ييوو:

· تعزيز تنمية التجارة الاستيرادية المبتكرة: تقترح الخطة اعتماد نظام “القائمة الإيجابية” للسلع الاستهلاكية المستوردة، لتحسين إجراءات التخليص الجمركي للسلع المشمولة. وتستفيد ييوو من شبكاتها اللوجستية والمعلوماتية المتقدمة، إضافة إلى تدفق المشترين الأجانب الذين يمكنهم لعب دور وسطاء في إدخال منتجاتهم المميزة إلى السوق الصينية. في هذا الصدد، قال تشانغ يونغجون، الأمين العام لمركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية، إن هؤلاء المشترين قادرون على تعريف الصين بمنتجات بلدانهم.

· تعميق إصلاح تجارة المشتريات السوقية: تتضمن هذه الخطة تطوير نظام متكامل لتجميع المشتريات، وتحسين مراقبة المشتريات اليومية وإجراءات التخليص الجمركي، وذلك عبر منصة رقمية متكاملة تشمل كافة مراحل سلسلة التوريد، من المعاملات إلى الخدمات اللوجستية، ومن الدفع إلى التمويل.

· بناء شبكة خدمات خارجية آمنة وفعالة: تشجّع هذه الخطة الكيانات التجارية على إطلاق مواقع إلكترونية مستقلة ومنصات خدمة رقمية، مع دمج شبكات العمليات الخارجية مثل التسويق الرقمي، وخدمات التوصيل للميل الأخير، وخدمات ما بعد البيع. كما تدعم تطوير خطوط نقل دولية متكاملة “من الباب إلى الباب”، لخفض التكاليف وتعزيز استقرار سلسلة التوريد.

وفي هذا السياق، ترى لو جينغ، مديرة قسم الاقتصاد الدولي في جامعة تشجيانغ، أن إصلاحات ييوو تمثل نموذجًا جديدًا لتعزيز أمن واستقرار سلاسل التوريد العالمية. ومن خلال تحسين خدمات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، وتكامل النقل الجوي والبحري والسككي، تم بناء شبكة لوجستية عالمية أكثر كفاءة لتوزيع السلع الصغيرة.

وقد بدأت نتائج الخطة تظهر بوضوح، من تقليص زمن اعتماد الألعاب المستوردة من 20 يومًا إلى 5 أيام، وافتتاح أول متجر يجمع السلع المصدّرة ذات العلامات التجارية الخاصة الذي يستقطب 120 مليون طلب خلال أول 5 ساعات، إلى إطلاق المنطقة الصناعية للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، حيث تجاوز عدد الطلبات اليومية 10 ملايين، وتم إدراج مطار ييوو كميناء لعبور الأفراد دون تأشيرة.

يعتقد تشانغ جيان بينغ، نائب مدير اللجنة الأكاديمية في معهد أبحاث التجارة الدولية، أن ييوو تمثل نموذجا مصغرا للتجارة الدولية الصينية، ويعكس ازدهارها الديناميكية الهائلة للتصنيع في الصين وحيوية السوق المحلية. فمن هنا تنطلق السلع الصغيرة إلى العالم، ومن هنا تتجمع منتجات عالية الجودة من مختلف القارات لتوزَّع على أنحاء الصين. وقد بات النموذج التجاري لييوو في الوقت الحالي، يمثل أيضًا مرجعًا لتطوير التجارة في مناطق أخرى من الصين.